لماذا أتت خارطة اسماعيل ولد الشيخ لحل الأزمة اليمنية في هذا الوقت الضيق لتبدو وكأنها مجرد لعب في الوقت الضائع من عمر المباراة اليمنية؟!
لا أخفي انها تتجاذبني الأسباب هنا وهناك، فهنا على سبيل المثال محليا أبقت قوات الحكومة الشرعية القتالية على مسرح العمليات العسكرية -المسرح الموكل بتنفيذ مخطط الدولة الاتحادية ذات الأقاليم عمليا- في الشمال كما هو مراوحا لمكانه عن عمد وإصرار وترصد لخطة سير مسرح العمليات العسكرية في الجنوب،المسرح المراد له ان يقف على خطة تقسيم الجنوب إلى إقليمين ولايتعدى الخطة.
حتى وقيادة قوات الشرعية الحكومية، المراوحة مكانها في الشمال، ترى بأم عينها مسرح العمليات العسكرية للتحالف العربي يقسم الجنوب إلى إقليمين عمليا ويبقي الجنوبيين عند مربع الرفض الشفوي الأول.. وحتى وأدوات هادي تبعث رسائلها التطمينية المؤكدة على سيطرتها على الوضع في الجنوب ،خاصة في عدن، الرسائل الممهورة بتوقيع الإبقاء على محافظة أبين كمنطقة شرخ أوسط جنوبي فوضوي عازل (ولايهم ان صار حال شرخنا الأوسط الجنوبي اليوم كحال شرقنا الأوسط العربي، حالٌ يدمي القلوب ويقطعُها بؤسا وشقاءً)..مع كل هذه المؤشرات والدلائل التي قدمها ويقدمها هادي مازال واقع مسرح العمليات العسكرية يشي بحرص القيادات والنخب الشمالية في الشرعية على وحدة الشمال.. بدلالة ان صنعاء مازالت تسيطر على أقليم تهامة وإقليم الجند وأجزاء واسعة من أقليم سبأ، (مايعني ان الشمال حاليا يرفض الأقاليم عمليا ويقبلها شفويا والجنوب حاليا يقبلها عمليا ويرفضها شفويا).. كما يشي أيضا مسرحُ العمليات العسكرية في الشمال بعدم ثقة القيادات والنخب الشمالية في هادي، رغم كل التضحيات و الضمانات المؤكدة على مضيه في تنفيذ مخطط الدولة الاتحادية.
هذا بالنسبة لهُنا محليا، أما بالنسبة لهُناك دوليا فبإمكاننا القول ان المبادرة الخليجية التي كانت مدخل الحل للأزمة اليمنية انبثق عنها مؤتمر الحوار الوطني اليمني ومن ثم تم إدخال اليمن تحت الفصل السابع الفصل الذي يجيز الحل العسكري ،الحل الذي أنيط بتحالف عربي تقوده السعودية تحت المظلة الأممية..حشدت السعودية تحالفها العربي بمسرح عملياتها العسكرية ،وفق خطة ومساندة دولية، المسرح الذي يهدف لتقسيم اليمن إلى أقاليم ستة عمليا،التقسيم المتوافق عليه يمنيا في مؤتمر الحوار..ظلت الأمم المتحدة تراقب مسرح العمليات العسكرية الناجح جنوبا والذي يبدو لي أيضا انه سينجح شمالا بنفس السرعة التي تمدد فيها الحوثيون، أي ستكون سرعة انكماش الحوثيين تساوي سرعة تمددهم،..
لذا يبدو لي ان خارطة ولد الشيخ هي مقدمة الحل السياسي الذي ارتضاه الحوثيون ووقعوا عليه – وهي المؤخرة التي سترتضيها الشرعية وستوقع عليها عقب عملية عسكرية واسعة تبقي الحوثيين عند حدود إقليم أزال!
الخلاصة:
هذا هو الحل الأممي المتوافق عليه والذي تسبقه الموافقة النظرية من قبل الحوثيين و تلحقه الموافقة العملية من قبل الشرعية!..