قابلت جريحاً رائعاً .. (كان) مقاومٌ حقيقي !!
د. عبيد البري
هو أحد جرحى حرب صيف 2015 على عدن ، تم نقله إلى الأردن للعلاج لكن إصاباته لم تُشفى بعد .
سألته : هل لك اتصالات بقيادة المقاومة فيما إذا تطلب الأمر أن تُجرى لك عمليات جراحية أخرى ؟ ،
أجابني بسؤال مُحرج قائلاً : أتصل بمن ؟! …
قلت : بالمقاومة الموجودة في عدن التي لا تزال تعلن عن نفسها ؛ ألم تتابع الأحداث وتقرأ بيانات جماعاتها ؟! .. قال : مقاومة ضد من ؟! ،
قلت : وهل يوجد من لا يعرف عن هذه المقاومة .. قال : أنت دكتور ولا يُعقل أنك لا تعرف معنى المقاومة ؟ ..
قلت : هذا أسلوب غير لائق منك !! .. قال : العفو ، ولكن عليك أن تعرف بأن المقاومة هي جماعة من الناس في مواجهة مباشرة مع المحتل ، أما في عدن لم تعد هناك مواجهة مباشرة ، وبالتالي لا توجد ما يمكن تسميتها مقاومة ..
قلت : ولكن المواجهات المباشرة لا تزال مستمرة على أكثر من جبهة ، مثل العند والمضاربة ومكيراس وغيرها ، مما يعني أن المواجهة لا تزال موجودة .. قال : نعم هناك توجد مقاومة ، وإذا التحقت هذه الجماعات التي تقول عنها مقاومة بتلك التي في الجبهات لعادت لها صفة المقاومة ..
قلت : هل تقصد بكلامك هذا أنها (كانت) في عدن مقاومة وأنتهى دورها كمقاومة ؟ ، قال : نعم هذا كل ما أقصده …
قلت : وهل أصبحت أنت وزملاءك في خبر (كان) بالنسبة للمقاومة ؟ ، قال : زملائي عادوا – بعد تحرير عدن – إلى أوضاعهم السابقة وسلموا المهمة للسلطات ، ولكن المهام الوطنية لا تزال متعددة أمام الجميع …
قلت : ربما تتحدث عن عدد قليل من زملائك الذين اقتنعوا بأن “المقاومة” هي مهمة محددة وليست صفة يحتفظ بها المقاوم إلى ما لا نهاية .. قال : كلا ، فزملائي يقدر عددهم بعشرات الآلاف ، وهم الذين ليسوا في الصورة الآن … وهذا هو ما نراه مناسب حالياً .
قلت : هذا رائع منكم ، ولكن إعجابي بـ “فلسفتكم” هذه لا يعني أنك غلبتني ، فأنا أعرف تماماً معنى المقاومة ، وهناك أمور كثيرة لي فيها وجهة نظر .