عرب جورنال:كيان الاحتلال عاجز أمام صواريخ صنعاء.. معضلة استراتيجية جديدة..!
المشهد الجنوبي الأول _ عرب جورنال
يواجه كيان الاحتلال حالياً معضلة عسكرية واستخباراتية كبيرة نتيجة استمرار الهجمات الصاروخية اليمنية، والتي باتت تمثل تهديداً أمنياً متزايداً على عمق الدولة العبرية.
فبعد فشل جميع المحاولات السابقة لوقف هذه الهجمات، يعترف المحللون العسكريون والأمنيون الإسرائيليون بأنهم عاجزون عن إيجاد حل جذري لهذه المشكلة.
– الصواريخ اليمنية.. تحدٍ مستمر:
تؤكد التقارير الإسرائيلية أن الصواريخ اليمنية باتت تمثل تهديداً وجودياً لكيان الاحتلال، وأن الحوثيين يمتلكون القدرة على إطلاقها بشكل يومي وعلى نطاق واسع. وتشير هذه التقارير إلى أن الحوثيين يتمتعون بقدرات صاروخية متطورة، وأنهم قادرون على تصنيع أجزاء كبيرة من هذه الصواريخ محلياً، مما يجعل من الصعب إيقاف هذا التهديد.
– فشل الحلول العسكرية والاستخباراتية:
يعتبر كيان الاحتلال أن الحلول العسكرية التقليدية، مثل الضربات الجوية المكثفة وحصار اليمن، غير فعالة في مواجهة هذا التهديد. فالحصار البحري والجوي، الذي يعتبره البعض حلاً مثالياً، لن يكون فعالاً في منع الحوثيين من تصنيع الصواريخ محلياً.
كما أن العمليات الاستخباراتية لاختطاف أو اغتيال قادة الحوثيين تواجه صعوبات كبيرة بسبب طبيعة الجغرافيا اليمنية وتنقل قادة الحوثيين.
– الخيار السياسي: هل هو الحل الوحيد؟
يشير بعض المحللين الإسرائيليين إلى أن الحل الوحيد لمواجهة التهديد اليمني يكمن في الدخول في مفاوضات سياسية مع الحوثيين، وتقديم تنازلات مقابل وقف الهجمات الصاروخية.
ويؤكدون أن تجربة حرب غزة تثبت أن الحل العسكري ليس حلاً دائماً، وأن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
– التداعيات الإستراتيجية:
تطرح هذه المعضلة الإسرائيلية تساؤلات حول مدى فعالية الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة، وتثير شكوكاً حول قدرة إسرائيل على حماية أراضيها وشعبها. كما تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها إسرائيل في مواجهة حركات المقاومة في المنطقة.
– خلاصة:
يواجه كيان الاحتلال تحدياً استراتيجياً متصاعداً مع استمرار الهجمات الصاروخية اليمنية التي باتت تشكل تهديداً أمنياً حقيقياً يهدد عمق الدولة العبرية. فبعد سنوات من الصراع، فشل كيان الاحتلال في إيجاد حل عسكري أو استخباراتي فعال لوقف هذه الهجمات المتكررة، مما دفعه إلى إعادة النظر في استراتيجيته الإقليمية.
وتشير التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية إلى أن الحوثيين يتمتعون بقدرات صاروخية متطورة ومتنامية، وأنهم قادرون على تصنيع أجزاء كبيرة من هذه الصواريخ محلياً، مما يجعل من الصعب إيقاف هذا التهديد. وقد فشلت الضربات الجوية المكثفة والحصار البحري والجوي في تحقيق الأهداف المرجوة، مما يدفع إسرائيل إلى البحث عن حلول بديلة.
ويعتقد محللون عسكريون أن هذا الوضع قد يدفع كيان الاحتلال إلى التفكير في حلول سياسية، مثل التفاوض مع الحوثيين أو الدخول في ترتيبات إقليمية جديدة، وذلك بعد أن أدرك فشل الحلول العسكرية التقليدية في مواجهة هذا التحدي المتصاعد.
ويبدو أن الحل الوحيد الممكن يتمثل في الدخول في
مفاوضات سياسية جادة مع الحوثيين، وهو ما يمثل تحولاً كبيراً في السياسة الإسرائيلية تجاه اليمن.
لنقل إنها شظايا كما يروج الإسرائيليون، شظايا ضخمة من صواريخ يمنية تسقط في أحياء تل أبيب، هذا كل ما في الأمر بالنسبة لأفضل أنظمة دفاعية جوية في العالم، القبة الحديدية والسهم ومقلاع داوود، ومؤخراً ثاد، وهي رموز الفخر لدى الأمريكيين والإسرائيليين، لكنها تتحول في مواجهة هذه الشظايا إلى معادن ليّنة، وتكلفهم مليارات الدولارات، ورغم أن الدعاية لها لا تنتهي، إلا أن العالم يشاهد ما ينجزه اليمنيون وما يحطمونه من الأصنام التي طالما ظل الغرب يخوفهم بها.
منذ دخل اليمن خط المواجهة مع الولايات المتحدة وكيان الاحتلال، إسناداً لغزة، يستمر هذا البلد الذي تعرض لأسوأ قصف وحصار اقتصادي، في كشف واقع أكثر كيان مسلح على وجه الأرض، ليرى العالم كله كم من الشقوق في جسد هذا الكيان، ورغم تكنولوجيا التسليح الفائقة التي نفخته حد الغطرسة فقد اتضح أن دفاعاته الجوية لم تتمكن من توفير الحماية له، أو توفير النوم لمجتمعه رغم مليارات الدولارات التي تتبعثر في الهواء مع كل محاولة استقبال لكل صاروخ يمني.
كل صاروخ ثاد يطلقه الإسرائيليون لاعتراض الصواريخ اليمنية يكلف 12.6 مليون دولار، بينما لا تتجاوز كلفة الصاروخ اليمني 2000 دولار، أضف إلى ذلك أن شركة لوكهيد مارتن تنتج حوالي 50-60 صاروخ ثاد سنوياً، بينما يصنع اليمنيون وبموارد محدودة، صواريخ أكثر فاعلية وبسرعة تفوق قدرة واشنطن وتل أبيب على إسقاطها، أي أنه مقابل كل نظام دفاع جوي بقيمة مليار دولار ينشره الأمريكيون والإسرائيليون، يغرق اليمنيون أجواء المعركة وساحاتها بصواريخ قليلة الكلفة فائقة السرعة كبيرة الفاعلية، وهذا ليس مجرد حسابات عادية بل اقتصاد حرب مصمم لاستنزاف عدو يتفوق إنتاجاً وإنفاقاً.
لا تقتصر مهمة صواريخ قوات صنعاء على حرمان الإسرائيليين فقط من النوم، فهناك خسائر على كل المستويات، يتكتم الاحتلال عن غالبيتها، أضف إلى ذلك أن الهجمات الصاروخية اليمنية عكرت أيضاً على اليهود احتفالاتهم بأهم أعيادهم الدينية، فحين قصفت اليمن محطة للطاقة الحرارية في عسقلان بفلسطين المحتلة، وهي جزء أساسي من البنية التحتية للطاقة في إسرائيل، كان التوقيت عشية الاحتفال بعيد الحانوكا، وهو عيد مرتبط تقليدياً بإشعال الأضواء، وتم في تلك الليلة إطفاؤها.
عبدالرزاق علي ـ عرب جورنال