المصافي المجهولة في حضرموت
د.خالد سالم باوزير
نشرفي مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من صحفي معروف للراي العام في البلاد ، موضوع هام حساس هذا الموضوع يحكي بوجود في ثلاث مصافي تكرير النفط في الساحل الحضرمي ، وهذه المصافي تتغذي بكل تاكيد من نفط حضرموت وبالتحديد من صهاريج ميناء الضب بالقرب من مدينة الشحر وهو الميناء الرئيسي للتصدير لنفط حقول حضرموت ..
هذا الأمر يثير الاستغراب والتساؤل ..
هذه المصافي متى تم إنشاؤها ؟ ومتى تم تركيبها ؟ ومن أدخلها من خارج البلاد الي حضرموت ؟ ..
هل نعيش في دولة ذات مؤسسات حكومية أم نحن في غابه من غابات أفريقيا الاستوائية ؟ ،
والكارثة الكبرى أن هناك خط أنبوب ينطلق من ميناء الضبة إلى حيث تتواجد واحدة من تلك المصافي ، وهي منطقة معروفة رأيناها في فديو الصحفي الحضرمي ..
نندهش من هذه الأعمال غير الواضحة وغير القانونية ، دوما الشعب آخر من يعلم ، ولولا تسريبات الفديو والصور لمر الأمر دون أن يعلم به أحد ..
اذا كانت هذه المصافي تتبع تجار من القطاع الخاص فهل توجد لديهم كافة التراخيص القانونية ؟ .. ومن سمح لهم بمد الخط الموصل إلى المصفاة ؟ .. وهل الدولة والسلطة تعلم ذلك ؟ .. وأين تذهب موارد هذه المصافي ؟ وإلى أين تورد !! هل إلى خزانة الدولة أو إلى جيوب الفاسدين ؟؟ ..
لاتوجد دولة ذات مؤسسات تفعل ذلك إلا في دول يكون الوضع فيها غير مستقر تحكمها عصابات مافيا مسلحة كما في سوريا قبل سقوط الأسد وفي ليبيا ، عندنا في حضرموت توجد دولة وسلطة تدير أمور المحافظة ، فهل ترضى على نفسها أن يتم ذلك من دون علمها؟..
إن كانت السلطة في المحافظة تعلم بما يجري يجب عليها أن توضح للراى العام في البلد ، وإن لم تعلم فهذه كارثة !! أين أجهزة الأمن من ذلك العمل المشبوه والذي يزكم الأنف ويثير غضب الشارع الحضرمي ..
بقية المصافي الأخري أين توجد ؟ وهل هذه المصافي تتبع نفس الجهة المسيطرة على المصفاة السابقة ؟ ، وهل تتغذى كذلك من خزانات ميناء الضبة ؟ وهل ياتي نفظها من حقول أخري خارج محافظة حضرموت ؟ ..
أتذكر قبل أشهر من اليوم أعلنت سلطة المحافظة أن هناك مصفاة تابعه لشركة بترو مسيلة في الهضبة بالقرب من حقول النفط وسعت و أضيفت إليها وحدة إنتاج المازوت ومن قبل كانت تنتج الديزل فقط ..
قلنا اذن مشكلة كهرباء في حضرموت ستنتهي بوجود هذه المصفاة ونكون في مأمن من ازدياد عمليات الإنقطاع للكهرباء ، حتى ظهرت هذه الكارثة غير المقبولة بوجود مصافي في ساحل حضرموت ..
نريد توضيح من السلطة أو من المجلس الرئاسى أن كان يعلم بذلك ، وهنا يجب علينا التذكير أن النفط ثروة الأجيال والشعب بشكل عام يجب أن يكون نعمة لهم وليس نقمة عليهم ، فهذا الشعب يعاني من قلة ذات اليد والفقر والتدهور للحياة المعيشية و إنهيار العملة المريع الراتب الهزيل الذى لا يغطي مصاريف أسرة الموظف في البلد ..
نأمل أن تتوضح الأمور وأن يتم إجراء بحث واستقصاء من المؤسسات الحكومية القانونية كنيابة الأموال العامة وهيئة مكافحة الفساد ومحاسبة كل من يتلاعب بثروة البلاد وأموال الشعب المنكوب علنيا ؛ حتى يهدأ غضب الراي العام في الحافظات الجنوبية المحررة ..
تلك الأحداث تؤكد صواب مافعله حلف قبائل حضرموت بتشكيل القوة العسكرية الذي احتج بعض من تضررت مصالحهم على تشكيلها ، حاليا مع النخبة الحضرمية هي صمام امان لحماية ثروة حضرموت من اللصوص ..
حضرموت لن تنجح سياسيا ولن تستقر اقتصاديا إلا بتمكين أبناء حضرموت الشرفاء من مرافق الدولة والثروة..
د.خالد سالم باوزير