من حضرموت يبدأ الحل.. الدولة الاتحادية!!
عبدالله عمر باوزير
لن أتي بجديد إذا ما قلت أننا أمام مخاطر جمة .. واخطرها قيادات مشغولة بقضايا شكلية إلى حد تشكيل مكونات – لمكونات هي في الأصل من مكونات حكومة الشرعية، لا خارجها، مثل التكتل الوطني للأحزاب، مجلس حضرموت الوطني – وأخرى جهوية ، مناطقية ، تابعة لهذا الطرف أو ذاك من مجلس الرئاسة-القيادي ، فضلا عن مكونات الحكومة، في الوقت الذي تتجاهل ما يحدث على ارض الواقع من تمزق جغرافي و غليان اجتماعي..مكرسا لتشظي الدولة المختطفة و المغيبة.. دون أن يغيب عن بعض أطرافها قلقها مما يجري في حضرموت ، الباحث أهلها عن الدولة.. بكل ما تعنيه الدولة لمجتمع منتج يبحث عن الأمن والاستقرار و التنمية ، هذه حقوق أضحت اليوم أهداف، لا مجرد مطالب قابلة للترضيات ، اختلفنا عليها أو اتفقنا لن تتحقق إلا بحكم ذاتي حضرمي لإقليم حضرمي واضح التقسيمات الادارية ، والمؤسسات الرقابية- التشريعية ، منها و الإدارية-التنفيذية فضلا عن الأمنية – و القضائية على مستوى المحافظات و الاقليم ، وفي ذلك خطوة على طريق تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. في دولة اتحادية قابلة للحياة .. تلك مطالب حضرموت التي اتفق عليها بحسب مخرجات الحوار الوطني في صنعاء 2013- 2014 و التي على اثرها اعلن الرئيس: عبدربه منصور هادي عزمة الذهاب إلى حضرموت لإعلان الشروع في بناء الدولة الاتحادية ، وهو الإعلان الذي عجل في الانقلاب على المشروع قبل شرعية الرئاسة و الدولة.
اليوم حضرموت تتحرك اجتماعيا و خلف ذلك أسباب عديدة تاريخية و أخرى احدثتها هشاشة الدولة و مؤسساتها.. على مدى عشر سنوات منذ انقلاب صنعاء و حتى اليوم..و مع الأسف بدلا عن التجاوب مع مطالب حضرموت.. لا نسمع إلا بمزيد من إغراق المجتمعات اليمانية في فعاليات تكتلات سياسية و مجالس وطنية الإسم فارغة من أي مضامين لإستعادة الدولة-المؤسسة العاملة على كبح مسرعات تفاقم عدم الاستقرار السياسي و الأمن المجتمعي.. ومن هذه المسرعات عدم التجاوب الايجابي مع مطالب حضرموت انشاء قوة عسكرية لحماية مقدرات حضرموت الجغرافية و البشرية في الوقت الذي تتم فيه عملية انشاء قوى عسكرية نصيب ابناء حضرموت منها التبعية.. أو التبرير الغير مقنع.
حضرموت أمام تحديات استعادة الدولة.. فلا تدفعوها إلى ما هو أبعد من ذلك .. ولا يحتاج أن ذكر بتصريحات آرثر هيوز-السفير الامريكي الاسبق: حضرموت تمتلك كل مقومات الدولة..فهل من يتذكر و يدرك أن الحل في التجاوب مع حضرموت..و البداية حكم ذاتي يشكل عمود البناء للاتحادية.