انقطاعات الكهرباء المتكررة في ساحل حضرموت بتوجيهات مباشرة من بن ماضي
المشهد الجنوبي الأول – حضرموت
كشفت مصادر مطلعة في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت أن انقطاعات الكهرباء المتكررة في ساحل حضرموت خلال الايام الماضية كانت نتيجة توجيهات مباشرة من محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي.
وأكد مصدر قبلي ان مدير مكتب الرئيس التنفيذي لشركة الأهرام للطاقة المشتراة افاد بأن المحافظ يتواصل مع رئيس الشركة اكثر من مرة ويطلب منه زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي، وان الشركة بالفعل خفضت القدرة التوليدية لديها بتوجيهات هاتفية من المحافظ, يأتي ذلك في ظل تأزم الخلاف بين السلطة المحلية في حضرموت وحلف قبائل حضرموت.
وكانت الأزمة قد اندلعت بين الطرفين بعد اتهام حلف القبائل للسلطة المحلية بالمتاجرة بمادة الديزل التي تنتجها شركة بترومسيلة من نفط حضرموت لتزويد السوق المحلية، حيث اكد الحلف في وقت سابق ان السلطة المحلية تبيعها للمواطن بأسعار مرتفعة رغم ان الشركة توفرها للسوق المحلية بسعر الكلفة مع ان الكمية التي تضخها في السوق المحلية اقل من الكمية المخصصة والمقدمة من الشركة مما نتج عن ذلك ازمات متكررة وشحة في مادة الديزل في حضرموت.
وحسب المصدر فإن كل ذلك يأتي على حساب الكميات المرسلة من شركة بترومسيلة للسلطة المحلية لإمداد محطات الكهرباء بالساحل حيث اتهم فيها الحلف ايضا السلطة بالتلاعب بها ورفع معدل ساعات الطفي في مناطق الساحل بشكل متكرر دون ان توضح اسباب ذلك مع ان بترو مسيلة منتظمة في ارسال كميات الديزل المخصصة للكهرباء.
وذلك ما دفع الحلف إلى استحداث نقاط قبلية قبل عدة اشهر لمنع مرور القواطر التي تحمل الديزل التجاري الخاص بالسلطة، وقام بتشكيل لجنة خاصة للاشراف على مرور وتسليم قواطر الديزل المخصصة للكهرباء الى محطات التوليد في ساحل حضرموت لضمان استمرارية التيار الكهربائي لقطع اي فرصة على السلطة للتلاعب بها, إلا انه رغم هذه الخطوة ارتفعت ساعات انقطاع التيار الكهربائي في المكلا ومناطق ساحل حضرموت اكثر مما كانت عليه من قبل, مما وضع كثير من التساؤولات عن الجهة المستفيدة من هذا الفعل.
وفي ذات السياق قال المصدر أن المحافظ بن ماضي كان يسعى لخلق حالة من السخط الشعبي ضد حلف القبائل، من خلال اجبار شركات الطاقة المشتراة كشركة الأهرام – وهي واحدة من عدة شركات تجارية لديها اتفاقيات مع السلطة لسد العجز الذي لديها في التوليد – على زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي بساحل حضرموت رغم ان خزنات مؤسسة الكهرباء وشركات الطاقة المشتراة ممتلئة بمادة الديزل التي اوصلتها لجنة الحلف واشرفت على تعبئتها فيها, مؤكدا ان المحافظ قام بهذا الفعل ليقنع الرأي العام ان حلف القبائل يقف امام ازمة الكهرباء.
واضاف المصدر ان هذا يأتي في إطار محاولات المحافظ بن ماضي لتغطية ممارسات سلطته التي تبيع الديزل المخصص لتغطية السوق المحلية بأسعار مبالغ فيها، وذلك بهدف تحويل الرأي العام لصالحه ضد الحلف القبلي، الذي فضح فساد السلطة واستغلالها مخصصات الديزل للسوق والكهرباء وبيعها تجارياً بأسعار مرتفعة واتخاذها لهذا الامر كمورد اضافي لنهب الاموال العامة في المحافظة.
وفي نفس السياق اوضح ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي أن افتعال أزمة الكهرباء قد يكون جزءاً من محاولات المحافظ بن ماضي للضغط على الحلف القبلي والتأثير على موقفهم واجبارهم على التراجع عن مطالبهم والتي يعتبر سعر 700 ريال للتر الديزل واحدا منها، في حين ينتظر المواطنون حل هذه الأزمة بشكل نهائي لضمان استقرار التيار الكهربائي واستمرار امضادات السوق بالديزل بسعر مناسب.
وعلى صعيد متصل اوضح مصدر محلي بمدينة المكلا ان فرع شركة النفط اليمنية بساحل حضرموت قامت امس السبت بفرض زيادة على سعر اللتر لمادتي الديزل والبترول لجميع محطات الوقود بالساحل وسط استنكار المواطنين بالمحافظة من هذه الجرعات المتكررة.