الاعلام سلاح ذو حدين يصنع السلام وقد يصنع الحرب والدمار الفارق فقط في الية الاستخدام للاعلام ان تم استخدامه لنشر التسامح والتعايش والمساواه بين جميع افراد ومكونات المجتمع
فيكون الاعلام هو جسر التواصل لصناعه السلام وان تم استخدامه لنشر الكراهية والتمييز والاقصاء للاخر فيكون الاعلام هو سلاح لاشعال الحرب والدمار.
قد يكون الاعلام عقبه كبيرة تمنع تحقيق السلام وقد تكون اداه مساعدة لتحقيق السلام كيفية الاستخدام هو الذي يحقق الهدف المنشود.
الجميع يصدر تصريحات بانهم صناع سلام وينشدون السلام ولكن نجد ان مطابخ اعلامهم تعج بالكراهيه والاقصاء والتمييز وهذا اسلوب خاطيء جداً واستخدام سيء للاعلام ويسمى بالنفاق .
يستلزم ان يحدد الجميع بشكل واضح ودون مواربه خيارهم هل هو السلام ام الحرب والدمار؟
والاجابة الواضحة لذلك نلاحظها في وسائل اعلامهم .
اذا لاحظنا تغيير ايجابي في الخطاب الاعلامي في وسائل الاعلام المقروءه والمرئية والمسموعه نحو السلام فهذا يؤكد صحة تصريحاتهم انهم ينشدون السلام وان كان العكس فهم ينشدون الحرب والدمار.
خطورة الاعلام انه يصنع الوعي المجتمعي للشعوب حتى تتحول الى ثقافة فاذا تم صناعه ثقافة مجتمعية تدعو للحرب والدمار فسنكون بعيدين عن السلام .
وسيتحول المجتمع تدريجياً الى اداة ضاغطة نحو الحرب والدمار لانه تم تعبئته بذلك ولايمكن للمجتمع ان يتغير بسرعة ويتراجع بسهوله وهذا هو مكمن خطورة استخدام الاعلام بشكل كامل كوسيله للحرب .
حتى لو وصل الساسه الى قناعة باهمية احلال السلام وايقاف الحرب فان المجتمع سيكون رافض لذلك وسيكون اداه ضاغطة نحو الحرب وسيعتبر احلال السلام خيانه عظمى وبذلك تفشل أي مساعي ايجابية للسلام.
لن نحاكم الماضي مهما كان ماتم من اجراءات خاطئة من جميع وسائل الاعلام لجميع الاطراف لتأجيج نار الحرب والدمار والدمار ولكن لنتفق ان نبدء ببناء مستقبل جديد مؤسس على السلام والتعايش والتسامح والمساواة ونبدء من الان تغيير الثقافة المجتمعية ايجابا نحو السلام وبخطوات متدرجه والذي نشبه تلك الثقافه مثل حركة سير الطائرة التي تتم عبر خطوت ومراحل متدرجه كالتالي :
أولاً : تشغيل محرك الطائرة والتحرك على الارض بخطوات بطيئة والاستعداد للاقلاع
ثانياً: الاقلاع والصعود الى الاعلى
ثالثاً: الاستقرار في مستوى ارتفاع معين يتم فيها قطع مسافة كبيره في ذلك المستوى
رابعاً: التخفيف من السرعة والاستعداد للهبوط
خامساً: الهبوط التدريجي وتخفيض السرعة حتى التوقف التام وايقاف المحرك.
ان لم يتم الالتزام بهذه الخطوات ستتحطم الطائرة وتفشل الرحله.
وهكذا هو الدور المفترض للاعلام في صناعة السلام ليكون سلام ايجابي ومستدام ويتم تغيير الثقافة المجتمعية ايجابا نحو السلام يستلزم ان يمر بهذه الخطوات وبالتدريج لان ماتم من تعبئة للمجتمع نحو الحرب خلال فتره طويله حتى تحول الى ثقافه يستوجب ان تكون هناك فتره لتغيير تلك القناعه والثقافة المجتمعية ونبدء من الان عبر مراحل وخطوات كالتالي :
1- حجز مساحات اعلامية في جميع وسائل اعلام جميع الاطراف تدعو للسلام والتعايش والتسامح مع الاخر
2- التوسيع التدريجي للمساحات الاعلامية التي تدعو للسلام
3- نشر واظهار نقاط الالتقاء بين جميع الاطراف المتفق عليها وفي مقدمتها حب الوطن والمصلحة العامة
4- تخفيض مساحات نشر نقاط الاختلاف بين الاطراف بشكل تدريجي
5- نشر وتوضيح اضرار الحرب وايجابيات السلام
ما تم توضيحه من خطوات لصناعة السلام هي مسؤلية وطنية على جميع الاطراف الشروع في تنفيذها ان كان حقيقة ينشدون السلام ويسعون لتحقيقه.
ولكن ورغم اهمية ذلك الدور الوطني الا ان ذلك فقط ليس كافياً لصناعة السلام بل يستلزم ان يكون هناك جهود ايجابية من قبل المنظومة الدولية المتمثله في الامم المتحدة لحث الاطراف على تحقيق السلام وتقديم الدعم الفني والعلمي لتحقيق السلام .
وحددنا بالضبط منظومة الامم المتحدة لانها انشأت ومبرر وجودها هو ايقاف الحرب والدمار وتحقيق السلام المستدام حسبما ا وضحه ميثاق الامم المتحدة والذي حققت الامم المتحدة خطوات كبيرة نحو تحقيق السلام في العالم وبغض النظر عن التقهقر المريع لدور الامم المتحدة في صناعة السلام خلال الفترة الاخيرة الا اننا مازلنا مؤملين بانها ستعود الى تحقيق ميثاقها المتمثل في ايقاف الحروب وصناعة السلام .
حيث أصدرت الجمعية العامة إعلان ثقافة السلام بتاريخ 6 أكتوبر 1999 الذي أعتبر مرشدا عاما للحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي لدعم وتعزيز ثقافة السلام.
و اتسعت الدعوة لتعزيز ثقافة السلام لتشمل كل دول العالم بما في ذلك الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني وكافة المنظمات والهيئات ذات العلاقة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.
كما أصدر المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو ) في دورته العشرين، يوم 28 تشرين الثاني/نوفمبر 1978 إعلان بشأن المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في دعم السلام والتفاهم الدولي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومكافحة العنصرية والفصل العنصري والتحريض علي الحرب والذي تضمن احد عشر مادة نصت على اهمية تعزيز دور الاعلام في صناعة وتحقيق السلام .
كما ان هناك قسم هام في الامم المتحدة هو قسم صانع السلام الذي أُطلق في 3 تشرين الأول/أكتوبر لعام 2006م باعتباره اداة اعلام ومعرفه تابعة للامم المتحدة و بحسب ما تم توضيحة في موسوعة ويكيبيديا عن ذلك القسم بانه يزوّد قسم “صنع السلام” القائمين بالوساطة بالخبره الايجابية المتراكمة لدى الامم المتحدة و بالمصادر الضرورية كالمعلومات حول معاهدات السلام وانتدابات صنع السلام.
و يتضمّن بنك المعلومات أكثر من 350 معاهدات سلام تمّ توقيعها منذ سنة 1945 كما ويحتوي على أكثر من 500 وثيقة من مقالات ومقتطفات من كتب تسلط الضوء على تحاليل جديرة بالملاحظة ومواضيع شتى تتعلق بوساطة الأمم المتحدة وغيرها من المواضيع.
فضلاً عن ذلك، فإن قسم “صنع السلام” يشمل مكتبة قانونية واسعة تتضمن هيكلاً قانونياً يقود جهود الأمم المتحدة في عملية صنع السلام .
ويستوجب ان يتم نشر وتوعيه المجتمعات المحليه بذلك لتحقيق وعي مجتمعي وثقافه مجتمعية تتقبل السلام وتنشد تحقيقة ولن يتم ذلك الا عن طريق الاعلام باعتباره وسيلة صناعة المعلومات ونشرها .
وفي الأخير :
نؤكد على اهمية شروع جميع الاطراف بسرعة ومن اللحظة الراهنه لتفعيل دور الاعلام الايجابي في صناعة السلام بنشر اعلامي واسع للسلام وايجابياته وبوسائل اعلاميه منطقيه ومبدعه وبما يرفع من مستوى الوعي والقبول المجتمعي للسلام حتى يكون المجتمع حاضن حقيقي للسلام ويتقبل تحقيقه .
بالاضافة الى اهمية قيام الامم المتحدة باعادة تقييم دورها في تفعيل دور الاعلام في صناعة السلام الذي مازال قاصر يستلزم التفعيل وبما يحقق من دعم فني ونقل خبرات الامم المتحدة الايجابية في صناعة السلام الى المجتمعات المحليه عن طريق الاعلام لانه لن يتحقق سلام مستدام مالم يكون هناك قبول مجتمعي به كون السلام الحقيقي يجب ان يكون نابع وبقناعة مجتمعية واسعه ليستدام ويستمر يستحيل تحقيق السلام اذا اقتنع فقط قيادة الاطراف لان المجتمع والشعب ليس اله يتم تحديد خياراتها وتغييرها بضغطة زر بل هي مشاعر انسانية يستلزم التمهيد لتغيير قناعتها نحو السلام وهذا مايقوم به الاعلام ان تم استخدامه استخدام ايجابي لتحقيق السلام المستدام بخطوات ومراحل مدروسه وبما يؤدي الى تفعيل دور الاعلام في صناعة السلام .