خلافات بين ولد الشيخ والادارة الأمريكية حول ترتيب خطوات الحل السياسي في اليمن
محمد الأحمد
بالتزامن مع وصوله إلى الرياض، تحدثت مصادر سعودية عن خلافات بين إسماعيل ولد الشيخ أحمد والإدارة الامريكية حول أولويات الحل السياسي المرتقب في اليمن.
و فيما تنتظر الأوساط اليمنية الإعلان عن بدء الهدنة المؤقتة و الدخول في ترتيبات وقف إطلاق النار تمهيدا لجولة نهائية من محادثات السلام، ذكرت الصحف السعودية أن الجولة الحالية للمبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تأتي وسط خلافات مع الخارجية الأمريكية حول ترتيب أولويات الحل السياسي المنتظر: هل يبدأ بتشكيل حكومة من الأطراف كافة..؟ أم بالانسحاب و تسليم الأسلحة..؟
و وفقا لما ذكرته هذه المصادر، فإن الجانب الأمريكي متمسك برؤيته الداعية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع الحوثيين و حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، و الاتفاق على طرف ثالث يتولى مهمة الإشراف على الانسحاب من المدن و استلام الأسلحة الثقيلة. و هي وجهة نظر تقترب كثيراً من المقترحات التي طرحها المفاوضون عن جماعة “أنصار الله” و حزب الرئيس السابق خلال محادثات الكويت التي انتهت مطلع الشهر الماضي؛ فيما تتمسك الرياض و الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بضرورة أن يكون الانسحاب و تسليم الأسلحة مقدما على تشكيل الحكومة. و تقول المصادر السعودية أن ولد الشيخ أحمد يتبنى هذه الرؤية أيضا.
و كان لافتا أنه، و عقب إعلان وزير الخارجية الأمريكي مقترحاته بشأن الحل في اليمن في ختام اجتماعاته مع وزراء خارجية بريطانيا و السعودية و الإمارات، قيام السفارة السعودية في واشنطن بتغيير بنود تلك المبادرة بعد ساعات على نشرها، بحيث يكون بند تسليم الأسلحة و الانسحاب سابقا للبند الخاص بتشكيل حكومة وحدة وطنية؛ و هو الشرط الذي يرفضه التحالف الحاكم في صنعاء، و كان سببا في فشل محادثات السلام التي جرت في الكويت.
و وفقا لمصادر سياسية، فإن المقترحات الجديدة التي يحملها ولد الشيخ أحمد تنص على أن يكون هناك اتفاق شامل سياسي و عسكري و أمني؛ لكن الاتفاق مرفق بجدول زمني ينص على أن يبدأ المسلحون الحوثيون بالانسحاب من العاصمة قبل تشكيل الحكومة و الاتفاق على قوة محايدة تتولى استلام المدينة و تأمينها، حتى تتمكن حكومة الوحدة الوطنية من العودة إليها لممارسة مهماتها و تسلُّم الأسلحة الثقيلة، ليعقب ذلك الانسحاب من بقية المدن.