نكاد لا نصدق ما نراه على الواقع من اهمال لحقوق المعلم وما استطعنا أن نستوعب هذا التجاهل العجيب والمقيت بل والمميت بحق هذه الشريحة المنكوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فالمرتبات منعدمة والنفسيات منهزمة والتعامل معهم يتم تماماً على انهم تحصيل حاصل ما يؤكد انهم غدوا خارج نطاق التغطية ومعاناتهم لا يأبه لها أحد.
ترى لماذا تصر الجهات المعنية جمعاء على الزج بهم في سلة المهملات ولما يتم التعامل مع معاناتهم بمنتهى البرود واللا مبالاة مضى يوليو واغسطس وها هو سبتمبر يلملم ما تبقى من أيامه مستئذناً للمغادرة وهم يومياً يناشدون ويستجدون مرتباتهم المحجوزة ويطالبون بحقوقهم التي ادخلت قسراً قيد الاقامة الجبرية علهم يجدون الاذان الصاغية لكن من دون جدوى ولو كان النفخ في نار لاستجابت ولا أضاءت وللمحت الفرج….لكنك اليوم تنفخ في الرماد وما عساه يفيد.
وها هو عيد الاضحى قد ولى منذ اسابيع والحمد لله على نعمة العافية فالجماعة قد عيدوا بلا اضاحي والجيوب فارغة والفرحة مسلوبة والاطفال بلا كساء والبقالات امتنعت عن تقديم الدين و المواد الغذائية للمكروبين فالحساب تضاعف وشبح الغلاء يحوم والمعلمون وبقية الموظفين من شريحة المغضوب عليهم لا يملكون من أمرهم شيئاً سوى الصبر .
وتمر الايام وهم ينتظرون الغد ومع مرور الايام والاسابيع واقتراب بدء العام الدراسي الجديد من دون جديد في الافق يلوح يجرون الخطوات متثاقلة للتوقيع خشية الخصميات مع ان المرتبات معدومة اصلاً ويومياً ينهزم الامل تدريجياً ويبقى الاحباط وحده لسان حالهم وهم يحتسون الكؤوس التي مزاجها الحنظل والعلقم
لله در كل موظف حرم من مرتبه ولله در كل طفل حرم من كسوته وحسبهم الله في كل من تسبب في تعكير حياتهم وعجزهم عن الوفاء بتمام دينهم والتزماتهم ونحر ذبيحتهم.
ما رأي فخامة الرئيس وهل سيبادر بتوجيه عاجل غير آجل
وما رأي اعضاء الحكومة هل سيلبون النداء ام ما زالوا في انشغالاتهم بتوظيف الاولاد وربما الاحفاد ؟؟ كما تتناقل ذلك وسائل التواصل الاجتماعي؟؟ بل وما رأي كل المعنيين من قمة الهرم لأخمص القدم؟؟ هل سيستشعرون المسؤولية ام سيظلون على حالهم وفي فلكهم يسبحون؟؟ فيما المغلوب على أمرهم في مأساتهم ومديونيتهم يغرقون تؤرقهم الهموم وتغض مضجعهم الغموم.
ونذكر إن كان الأطفال قد حرموا كسوة العيد ومشى الحال هل من اللائق الحرمان من الكساء المدرسي ومستلزماته.
وهم شخصياً يودون استجابة استثنائية وعاجلة تلبي مطلبهم المشروع وتشعرهم بآدميتهم وتؤكد لهم انهم لم يدرجوا بعد في سلة المهملات وإنما كان الخروج عن نطاق التغطية مؤقتاً ولظروف استثنائية وها قد حان الوقت لتعود المياه إلى مجاريها التي غادرتها من أشهر .