خارطة سلام لمجلس القيادة أولاً.

بقلم. أحمد علي القفيش

ما أحوجنا اليوم إلى خارطة سلام لمجلس القيادة الرئاسي قبل خارطة السلام مع الحوثيين، فقد مضت سنتين ونحن نحاول رفع المعنويات وتجاوز الإخفاقات المتلازمة مع هذا المجلس لكن لا حياة لمن تنادي، منذ أن تشكل مجلس القيادة والصراع على المحاصصة وشهية الإقصاء تعصف بالبلاد، حتى المكونات التي أوصلتهم إلى المجلس لم يعودوا ممثلين لها او يمثلوها بالشكل المطلوب، فكيف لهم أن يمثلوا وطن او يؤتمنون على مصالحه، فقد بدأ إنحراف المجلس منذ أداء اليمين الدستورية وكلاً أداه على طريقته، ثم تلا ذلك تشكيل هيئة التشاور والمصالحة الوطنية التي لا تؤمن هي بالتشاور ولا بالمصالحة ولا بالشراكة بالوطنية.

لم يعقد مجلس القيادة الرئاسي إجتماعاً مكتملاً بكل أعضائه سوى مرة او مرتان، بينما بقية إجتماعاتهم عبر الزوم وكأنهم في مشاركة مع برنامج الإتجاه المعاكس مع فيصل القاسم، فأي قضايا وطن سوف يعالجونها عن بعد، وماهي الأعذار التي تحول عن تواجدهم جميعاً على طاولة واحدة، بينما يفترض أن يكون مجلس القيادة الرئاسي في إنعقاد دائم لمتابعة القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية، وللحد من الأزمات التي تفتك بالوطن والمواطن.

البلد بحاجة إلى إصدار حزمة من الإصلاحات والقرارات التي من شأنها تحدث تغييرات تنعكس إيجاباً على حياة المواطنين وتحسن معيشتهم وتوفر لهم الخدمات الضرورية، وليس قرارات محاصصة وترتيب أوضاع أشخاص ومقربين وتكريس ثقافة الإقصاءات الممنهجة والإجتثاث وإستخدام السلطة لتصفية الحسابات مع الآخرين.

ولذلك أقترح أن يتم العمل على إيجاد خارطة سلام لمجلس القيادة الرئاسي أولاً قبل الحديث عن السلام مع الحوثيين حتى نكون مهيئين وموحدين للحديث عن السلام، فمهما حاولنا إخفاء الأزمة التي تعصف بمجلس القيادة مجرد هروب ومغالطة سيؤدي إلى إستفحال الإزمة حتى تصبح الحلول غير ممكنة مستقبلاً.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com