الجنوب ساحة للصراع في وقت مناسب للمتصارعين
المشهد الجنوبي الأول | تقرير خاص
جولة هذا الإسبوع في المحافظات الجنوبية “للمشهد الجنوبي الأول” رصدت مالا نتوقع رؤيته وحدوثه على أرض الواقع في الجنوب، خصوصاً بعد دخول تشكيلات من قوات التحالف وتحريرها, تم رصد معارك استغرقت أيام وأحداث تطور خلالها تنظيم القاعدة في محافظة عدن ليبلغ مستوى التحدي للسطات الأمنية بما فيها المقاومة.
نبدأ جولة اسبوعنا هذا من المنصورة بمحافظة عدن، حيث تحتل الأسطر الأكثر في أحداث هذا الإسبوع فشهدت المدينة صباح السبت الموافق 12-3-2016م انتشار أمنيمكثف في جولة كالتكس، والتي تعتبر الجولة الوحيدة التي يستطيع فيها عناصر المقاومة الإنتشار والتحرك، حيث كان الإنتشار بداية لتحضير عملية كبرى تتزعمها عناصر المقاومة ضد عناصر القاعدة المسيطرة على مدينة المنصورة، تحت تكتم وإهمال من سلطات هادي وقوات التحالف.
ابتدأت عناصر المقاومة بالإنتشار والتوسع في مداخل الجولة ومحيطها، وبعد صلاة العصر وتحديداً الساعة أربعة وبضعة دقائق، بدأت اشتباكات ساخنة بين عناصر المقاومة وعناصر القاعدة، تحولت الإشتباكات إلى معارك عنيفة استخدم فيها الطرفين جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتدخل طيران التحالف بضرب بعض المواقع التي يتمركز فيها التنظيم، حيث استهدف منطقة جعولة واخرى في بئر احمد ومبنى المجلس المحلي بالمدينة واستهدف الطيران تجمعات على طريق عدن لحج ودارت اشتباكات عنيفة في جولة القاهرة وسوق الخضار و جولة السفينه.
واشتدت المعارك في المدينة وضواحيها أسفرت عن مقتل لايقل عن 27من عناصر التنظيم والعشرات من عناصر المقاومة، ناهيك عن ضحايا المواطنين والخوف والفزع الذي طالهم طوال الليل.
وخلال الأحداث أصدر أبو همام قائد مقاومة عدن ورئيس مجلس المقاومة بياناً حمَّل فيه هادي وحكومته مسؤولية المعارك التي تدور في المدينة ومادار في المعاشيق .
ومن محافظة عدن ننتقل إلى أبين، حيث قُتل شابين على متن حافلة للنقل الجماعي عند حاجز تفتيش باحور أطلق عليهما أفراد النقطة الرصاص أدى الى مصرعهما.
وفي حضرموت دارت اشتباكات عنيفة بين أفراد الكتيبة الثانية ومسلحين يتبعون لهاشم الأحمر على خلافات مالية أسفر عن قتلى وجرحى من الطرفين.
وفي يوم الأحد الموافق 13-3-2016م اغلقت كافة مدارس التعليم الاساسية والثانوية ورياض الاطفال بمديرية احور محافظة ابين، احتجاجا على قيام احد المواطنين باستحداث بناء في مجمع الزهراء للتعليم الاساسي والثانوي.
وفي استمرار معركة المنصورة أشرقت الشمس على أصوات المدافع وضربات التحالف ونيران الدبابات مستمرين في معركتهم وحماسهم لم تتسبب في ضرب عناصر القاعدة بقدرما تسببت بخنق أرواح الأبرياء وتعطيل حياتهم, وفي هدوء نسبي شهده ظهر الأحد، عثر مواطنون على عشرات الجثث المرمية في شوارع المنصورة أكثرها مجهولة الهوية تم نقل جميع هذه الجثث الى مستشفيات المدينة، واكثرها مستشفى النقيب الذي استقبل جرحى وجثث المقاومة الجنوبية.
وفي الشيخ عثمان دشنت عناصر المقاومة الجنوبية حملة أمنية على بائعي السلاح في المدينة، والذي يعتقد بأنهم مصدر لمد الإرهابين بالسلاح في عدن.
وشهد مجلس المقاومة الجنوبية خلافات سياسية أدت إلى استقالة عدد من عناصر المجلس، منهم نائب رئيس مجلس قيادة المقاومة الجنوبية بعدن وقائد مقاومة البساتين ابو مشعل الكازمي، مما أثار الشك والظنون أن معارك المنصورة هي كانت لتصفية عناصر تابعة للمقاومة الجنوبية نفسها، تم تصنيفهم ضمن “القاعدة” نتيجة لتمردهم على قيادة المقاومة كما زعم حزب الإصلاح أن المعركة كانت لتصفية عناصر من الحراك الجنوبي.
وعادت الإشتباكات في المنصورة في عصر الأحد لتستمر في حصد الأرواح وسقوط جثامين أخرى .
وفي فجر الإثنين الموافق 14- 3-2016م سقطت طائرة إمارتية، نوع ميراج تحطمت أثناء ارتطامها أعلى الجبل المطل على السوق القديم والواصل ما بين البريقة وصلاح الدين، حيث نفذت مهمة لإستهداف مسلحين ينتمون للقاعدة هناك
وتمكنت عناصر المقاومة الجنوبية صباح الإثنين، من السيطرة على مبنى المجلس المحلي في مديرية المنصورة والمناطق المجاورة له، بعد سقوط عدد كبير من القتلى ودخول اٌشتباكات في يومه الثالث على التوالي .
وفي نفس يوم الإثنين “اليوم الثالث من معارك المنصورة” قدم ناصر الفضلي وحريز الحالمي الأعضاء في مجلس المقاومة الجنوبية استقالتهم تبعاً لأبو مشعل الكازميالذي قدم استقالته في اليوم السابق ليزيدو الأمور تعقيداً وتوتراً ويثيروا تساؤلات أكثر حول اسباب أحداث المنصورة ومن الطرفين المتصارعين.
واعلنت كلية الحقوق بجامعة عدن بداية توقف الدراسة بسبب المعارك التي تدور في المنصورة حفاظاً على أرواح أبناءها الطلاب من الموت.
وفي يوم الثلاثاء الموافق 15-3-2016م ناقش مدير أمن لحج عميد ركن طيار عادل الحالمي مع بحاح كيفية استعادة الأمن في المحافظة التي فقدته منذ دخول تنظيم القاعدة فيها.
في صباح الثلاثاء قام مسلحين بإغلاق جميع بوابات شركة مصافي عدن ومنع موظفي الشركة من مزاولة أعمالهم مطالبين الشركة بتوظيفهم
كما رفض في نفس اليوم اتحاد نقابات عدن التدخل غير القانوني لمدير عام الشؤون الإجتماعية ومدير عام المعلا بتسليم المبنى لعمال النقابة.
وأفرجت عناصر مجهولة عن “أبادر محسن” صاحب مطعم وكافتيريا “ريمي” الواقعة في زقاق بشارع الزعفران بعدن، بعد أن إخطفته من امام بيته بحي “انماء” السكني كما قام مجهولين باختطاف “محمد انيس عبدالقادر” عندما غادر موقع عمله في مدينة “انماء”.
وفي يوم الأربعاء سقط عدد من القتلى والجرحى بإنفجار دراجة نارية في منزل مواطن في دار سعد بعدن, كما قامت المقاومة الجنوبية بنقل ألغام ومتفجرات من المجلسالمحلي بالمنصورة بعد السيطرة عليه .
وفي العبر بشبوة قُتل 2 وقبض على آخرين من قُطَّاع الطرق على خط العبر بشبوة, كما تم الإفراج عن ناقلات الديزل المخصصة لكهرباء عدن، والمحتجزة لدى شباب من المقاومة في مدينة البريقة.
وفي شبوة توقفَ المستشفى الوحيد في عتق عاصمة شبوة عن العمل، بسبب عدم صرف الموازنات الخاصة به, كما اُستشهد عسكريين إثر انفجار لغم أرضي في معسكر بدر بعدن.
وإلى يوم الخميس الموافق 16-3-2016م كشفت المقاومة الجنوبية، عن قيام جهات مجهولة بمحافظة عدن بعمل تزوير وإصدار شهادة الميلاد والهوية الخاصة وبيعها من مواطنين وارهابين في المدينة.
وفي لحج أستنكر المواطنين توقف استكمال مركز غسيل الكلى بالمحافظة، والممول من قبل دولة قطر .
كما حذّرت مصادر عاملة بمعسكر بدر مقر اللواء 39 مدرع بعدن بأن الفوضى التي يعيشها المعسكر تنذر بوقوع كارثة .
وإلى حضرموت حيث قامت عناصر مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة، المتواجد في مدينة غيل باوزير ظهراً، وعبر مكبرات الصوت التابعة له, بالإعلان عن عمليات إعدامجماعية لثلاثة أشخاص وصفتهم بالخارجين عن الشريعة والدين, وذلك في ساحة الملعب وأمام مدرسة الوسطى التاريخية بغيل باوزير .
وأخيراً في يوم الجمعة الموافق 18-3-2016م، وزَّعت عناصر من تنظيم القاعدة منشورات في ردفان ويافع بلحج، تُحرِّض المواطنين على الإرهاب تحت مسمى الجهاد كما أسماه التنظيم .
كما حلق طيران التحالف العربي وبصورة مكثفة فوق مبنى القصر الجمهوري في المكلا بمحافظة حضرموت، دون قيامه بأي غارات عليه، رغم إتخاذه من قِبل تنظيم القاعدة مقراً لهم بعد سيطرتهم عليه العام الماضي .
وفي عدن تمكنت عناصر المقاومة الجنوبية من ضبط عصابة نفذت عمليات اغتيال لمسئولين امنيين ومواطنين بالمنصورة بعدن، كما فشل حزب الإصلاح في تنظيم مظاهرة بعدن ضد السلطة المحلية دعى إليها مساء الخميس .
إلى هنا، نصل لنهاية سرد أهم الأحداث التي شهدتها المحافظات الجنوبية، خلال هذا الإسبوع، تعرفنا من خلالها على أحداث هامة حدثت في الساحة الجنوبية، على كل
المستويات والتي أهمها المستوى السياسي والأمني، ومعرفة أن الغموض والتكتم الذي يخفيه هادي وحكومته بمساندة التحالف, قد ينبئ بتطورات جديدة يمكن أن تحدث خلال الإسبوع القادم والأيام القادمة كما يراها مراقبون.