المجلس الرئاسي اليمني: عامان من الوعود الزائفة
نايل عارف العمادي
في مثل هذا اليوم تم الاتفاق بين الأطراف اليمنية ودول التحالف على تشكيل مجلس رئاسي خلفاً للرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي حيث تم نقل صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي وكانت مهمة المجلس الرئاسي اليمني هي إبرام اتفاق سلام مستدام في اليمن مع مليشيا الحوثي، ودمج التشكيلات المسلحة تحت قيادة عسكرية موحدة تتبع وزارة الدفاع، ومعالجة الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
إن عجز المجلس الرئاسي عن معالجتها على مدار عامين وفشله في تحقيق أبسط تطلعات وآمال الشعب اليمني يطرح عدداً من التساؤلات حول إمكانية استمرار المجلس الرئاسي في مهامه بعد كل هذا الفشل والوعود الزائفة لم يتحقق سلام ولم تعالج أي ملفات خدمية في البلاد خلال الفترة الماضية.
ولعل السبب في ذلك هو اختلاف توجهات أعضاء المجلس الرئاسي الذي لم يكن متماسكا. بل إن عدم التوافق والانسجام هو سمة علاقات أعضاء المجلس، حيث لم يتمكن المجلس من إصدار قرار توافقي خلال الفترة الحالية، وهذا يكشف مدى الانقسام المستمر في البلاد، والذي ويسلط الضوء على فشل المحاولات السابقة لتشكيل ائتلاف وطني مناهض للحوثيين، عانت معظم الجهود السابقة من فشل ذريع بسبب التنافس الطاحن بين القوى والأجندات المتنافسة على السلطة والنفوذ
هذا الانقسام الحاصل بين أعضاء المجلس هو من اعطاء مليشيا الحوثي القوة والنفوذ لرفض كافة مبادرات السلام الدولية وفي ظل التناقضات الداخلية الكثيرة لم يتمتع المجلس بالقوة الكافية للتوصل إلى اتفاق مع الحوثيين، ولم تختفي الخلافات السياسية بين أعضاء المجلس بشأن السيطرة على الأراضي وترتيب التسلسل القيادي.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال المنافسات المحلية قائمة، حيث تمكن عدد كبير من أعضاء المجلس الرئاسي، مثل عضوي المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي وطارق صالح، اللذان يمثل الطرف الأقوى بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي. والمحافظين سلطان العراد وفرج البحسني من فرض مناطق سيطرة فعلية على الأرض عبر استخدام شبكات عسكرية واقتصادية سيكون من الصعب دمجها في إطار وطني في المستقبل…