محلج القطن بأبين .. مؤسسة عريقة دمرتها الحرب !!
استطلاع / نظير كندح
مؤسسة محلج القطن الواقع في منطقة الكود بمحافظة أبين، مؤسسة إنتاجية عريقة دمرتها الحرب .. أسس عام 1952م تحت إشراف لجنة أبين الخاصة بمنطقة الدلتا الخصيبة ..
ومحلج أبين للقطن هو أول محلج في جنوب الجزيرة العربية والخليج .. ويقوم المزارعون بتسليم إنتاجهم من القطن إلى إدارة المحلج وبدوره يقوم بتصدير القطن بعد حلجه وتنقيته من البذور ووضعه في قوالب خاصة يصدر من خلالها إلى الخارج ليعود بالعملة الصعبة ( الدولار ) ليرفد الاقتصاد الوطني كأحد الأعمدة الاقتصادية السيادية في الجنوب ما قبل الوحدة ..
إلى جانب حلج القطن – الذهب الأبيض – وتصديره يقوم المحلج بالاستفادة من بذرة القطن لاستخراج منها الزيوت المفيدة ومشتقات أخرى لا تقل أهمية عن الزيت ..
استمر المصنع في نشاطه تحت إشراف لجنة دلتا أبين التي شكلت من قبل حكومة الإتحاد الجنوب العربي أبان حكم الاستعمار البريطاني حتى عام 1974م فقام نظام الحزب الاشتراكي اليمني – آنذاك – بإلغاء لجنة أبين وضم المحلج إلى وزارة الزراعة وكان ذلك من القرارات الارتجالية التي أثرت على سير إنتاج المحلج لكنه تجاوزها بعد حصوله على تسهيلات لاستمرار نشاطه كمؤسسة مستقلة ، وظل يرفد خزينة الدولة بالعملة الصعبة من عائدات القطن بعد تصديره إلى الخارج ..
كان كل موسم إنتاج يقوم المحلج بتشغيل المئات من العمال بالأجر اليومي نظرا لكثافة العمل ويكفل أسر كثيرة ليس لها دخل ثابت ويعتمد أربابها على هذا المحلج .. ناهيك عن الموظفين الثابتين في المحلج وهم بالعشرات أيضا ..
في عام 2000م تم اتخاذ قرار من مجلس الوزراء اليمني بخصخصة المحلج ولكن المزارعين رفضوا الخصخصة وطالبوا بعودتها إليهم ، فأعادها مجلس الوزراء واستمر العمل فيها حتى عام 2011م حيث قامت ثورة 11 فبراير – الثورة الشبابية الشعبية اليمنية – والتي استغلتها الثورة المضادة والدولة العميقة فانفلتت الأوضاع العامة في وطننا الحبيب ليجد ضعفاء النفوس فرصة سانحة للانقضاض على هذه المؤسسة وينهبوا محتوياتها من مكائن وآلات عمل ومستودعات وحراثات وسيارات لتصبح الإدارة خاوية على عروشها ، بل تعدى ذلك إلى التخريب المتعمد لمكائن محلج القطن وأخذ منها قطع نحاسية صغيرة قيمتها زهيدة جدا ولكنها خربت مكائن وآلات قيمتها ملايين الدولارات ..
يقول أ/ محمد المنصري – القائم بأعمال المدير التنفيذي للمحلج بأبين :”هذه مؤسسة إنتاجية سيادية ما كان ينبغي للدولة التفريط فيها بهذه السهولة ولكن الفوضى الخلاقة التي اجتاحت الشرق الأوسط لم تترك لنا فرصة للنجاة منها فكان المحلج أحد ضحاياها .. تدمير ممنهج ومتعمد .. نهب محتويات المحلج .. العبث بكميات القطن – المخزنة والمجهزة للتصدير- وإحراقها .. وخلاصة القول لقد أصبح المحلج أثرا بعد عين”.
ويستدرك قائلا :”لو أن الجهات المسؤولة تتدارك ما تبقى من المحلج فإننا على استعداد لإعادته إلى الحياة بعد أن صار مواتا .. لكن مناشداتنا لم تجد صدى من أحد حتى الآن”.
من جانبه قال أ/ سمير الحاج – مشرف الإنتاج في المحلج – في تصريح خاص للصحيفة :”هل تتصور أن موظفي المحلج لهم إلى الآن عشرين شهرا بدون مرتبات وهم يعولون أسرا تنتظر منهم لقمة عيش في زمن صعب وغلاء معيشة فاحش وحياة قاسية بكل الاتجاهات .. إنها مأساة إنسانية مؤلمة فعلا”.
وأضاف :”نجدها فرصة عبر *الصحيفة* لمناشدة محافظ أبين ووزير الزراعة ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية لإنقاذ هذه المؤسسة العريقة والصرح الشامخ وإنقاذ موظفيها من ذل السؤال”.
وطالب المنظمات والهيئات الدولية والمحلية والهلال الأحمر الإماراتي وهيئة الإغاثة الكويتية بزيارة المحلج والاطلاع عليه ..
أ/ إيهاب السقاف – مسؤول النقابة في المحلج – قال :”هناك أمر خطير لابد التنبه له وهو بذرة القطن التي لا تستخرج إلى في المحلج وإذا انتهت البذرة انتهت زراعة القطن في أبين نهائيا”.