غزة .. يموتون حرباًً ونموت قهراً..!!
منصور بلعيدي
في حربهم على الرسول وعمه ابي طالب الذي يحميه ..
حاصر كفار قريش الرسول وعمه ابي طالب في الشعب ، وكتبوا بذلك وثيقة وقع عليها كبارات مشركي مكة ورؤوس قبائلها وعلقت في الكعبة.
وكتب فيها انهم لا يبيعون لهم ولايشترون منهم ولا يسمحون لهم بالخروج من الشعب حتى أكل بعضهم ورق الاشجار من الجوع.. لكنهم لم يقتلوا منهم احداً ولم يتجاوزوا في حربهم على الرسول وعمه الحصار الاقتصادي فقط .
فانتفض ثلاثة من مشركي قريش ثارت غيرتهم ونخوتهم العربية واستفزهم ما يجري لاخوانهم في الدم وقالوا: أنأكل ونتنعم وال ابو طالب يتضورون جوعا.. هذه ليست من اخلاق العرب والله لنمزقن الوثيقة الظالمة.
وفكوا الحصار عن الرسول وعمه ابي طالب..
لكن (اخلاف) قريش اليوم تجاوزوهم بسنوات ضوئية في الظلم رغم ادعائهم الاسلام.. يساهمون بقوة في حصار غزة ويستمتعون برؤية المجازر البشعة وقتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة ويتفرجون عليهم واهم يبادون في مجازر جماعية يندى لها جبين التاريخ..لكنها لم تستفز عروبتهم ولا اخوتهم في الدين والدم والتاريخ والجغرافيا.
ولم نر من ينبري من بين هؤلاء الحكام العرب والمسلمين وينتفظ وتظهر نخوته لتمزيق حصار غزة كما مزق المشركون وثيقة حصار الرسول.
كيف لهؤلاء الحكام ان يدعوا انتمائهم للاسلام ولا ينصرون اخوانهم في غزة وقد أمروا بنصرتهم كمسلمين؟!
لا الدين ولا العروبة ولاحتى الانسانية حرك ضمائر الحكام العرب تجاه غزة.. وتحركت ضمائر الشعوب الغربية الكافرة دعماً لغزة حتى اربكت حكوماتهم ورأينا وزير الخارجبة الامربكي ( بلنكن) ينتقد إسرائيل بما يشبه التهديد ان هي اقدمت على اجتياح رفح..
ألم تخجلوا ايها العربان من مواقف الشعوب الغربية الكافرة التي فضحتكم.؟!
انهم كفار ياقوم ولكنهم لم يفقدوا انسانيتهم ، وانتم فقدتموها وفقدتم معها الدين والقيم والنخوة العربية.
كم يؤلمنا حد القهر مايجري في غزة وتتضاعف اهرامات الألم في سهول قلوبنا لما نراه من تخاذل تجاه اخواننا في غزة وهم يموتون قتلاً وخوفاً وجوعاً وحصاراً ظالماً.
هم يموتون حرباً ونحن نموت قهرًاً
هم تنزف دماؤهم ونحن تنزف قلوبنا هم الشهداء ونحن المصابون.
البأس هُناك …..
والألم هُنا يعصرُ اكبادنا
ياغُـصة في الحلق وقهراً في الـقـلب.
اللهم كُن لأهلنا في فلسطين عوناً ونصيراً، وبدّل خوفهم أمنا، واحرسهم بعينك التي لا تنام،اللهم إنا نستودعك بيت المقدس وأهلنا في القُدس وكل فلسطين، اللهم إنا لا نملك إلا الدعاء فيارب لا ترد لنا دعاء ولا تخيب لنا رجاء وأنت أرحم الراحمين.