الفساد كلهم ضده واغلبهم منه
بقلم: جلال السويسي
وضعنا صار لايحتمل وضع مزري وأوضاع مأساوية ومزرية تقشعر منها الأبدان ، الصحيح أننا كلنا مشتركين فيما نحن فيه من أوضاع ، صرنا اوهن خلق الله على مر الأزمان منذ أن خلق الله البشرية على هذا الكون ، صرنا نتفرج ونصفق لمن يأخذ لقمة عيشنا من أيدينا وكأن الأمر لا يعنينا ، ووجدنا عمليات التواصل الاجتماعي متنفس للقيل والقال فقط دون تنفيذ ، ألا نستحي مما نحن فيه رواتبنا غير كافية لشربة ماء وتعبيئة اسطوانات الغاز واحنا ساكتين ..نتحدث عن مصطلح شعبي غير مخيف في زمننا هذا (الفساد)
تجد الام تتنهد وتقول الله يزيل الفاسدين والاب كذلك والقائد يعتلي المنصة ويصيح بأعلى صوته أنه سيحارب الفساد والرئيس والمحافظ والمأمور ومدير المدرسة ومدير التربية وعميد الجامعة ومسؤول الصحة والاشغال والأراضي وووغيرهم من مدراء العموم والقادة الكرام كلهم مكشرين أنيابهم لقتل الفساد ..إلا أنه للان ولادرينا أين هو هذا المصطلح المسمى الفساد ..هل تم قتله ..أو أنهم سجنوه أو أنه هرب خارج البلاد ..
الفساد الفساد والفساد ومحاربة الفاسدين حتى المتظاهرين تجدهم يرفعون الشعارات لمحاربة الفساد والفاسدين ، ومجرد ما يقوموا بالمظاهرة القائمين عليها قد اختفوا عن الانظار فجأة … لأنهم وعبر الفساد اعطوهم حقهم … بصورة مهينة وبمال الفاسدين يبيع أصحابه المتظاهرين ويتحدث عن الفساد ..
الولد إذا أرسله والده إلى السوق يتسوق بعشرين ألف ريال يمني خضرة ومقاضي المطبخ من خسار وملحقاته تجده يتحارف حتى يغفر أقل شيء 5000 ريال وتجده يتحدث عن الفساد ويعلن الحرب على الفاسدين ..وينسى نفسه أنه سرق ابوه خمسة الف ريال من مقاضي البيت ..
والمسؤول تجده يمرر مشاريع بصورة متفق عليها مع المقاول خارج جدول الكميات مقابل مبالغ مالية وتجده في الاجتماعات والخطابات يتحدث عن محاربة الفساد والقائد يأكل ويبني ويشتري اخر الموديلات من موازنة اللواء ومن حق التغذية وفي الطابور يزمجر على الفساد وتصحيح الانعوجاج بالبلاد ..
والوزير يظهر علينا من الشاشة وبكل وقاحة يهاجم الفساد وبيته ومرقده ومشربه من الفساد …
والمواطن تجلس معه لدقائق في قيلولة قات تجده يسب ويشتم الفاسدين والفساد وهو نفسه يستلم أربعة رواتب وهو جالس البيت يستلم من الشرعية راتب باليمني ومن الانتقالي بالسعودي ومن العمالقة ودرع الوطن ..
الكل رافع السيف على الفساد والكل هم الفاسدين ..
القاضي والنيابة والمحامي تجدهم قالبيين وجه شيطاني على الفساد وهم بدونه سيموتون لامحالة ..
طيب اين هو هذا الفساد ومن يحارب وممن يوعظ من ومن نخاطب من وكلنا عارقين بالفساد ولن تصلح البلاد مادام الفساد مستشري فينا وبنسبة جنونية تفوق المئة بالمئة ..لم نجد لمعضلة وطننا اي علاج مادام نحن غير محتمين منه ..
الفساد شق طريقه لأعلى هرم بالسلطة داخل البلاد منطلقاً من البيت عبر المدرسة متسللاً بواسطة المحكمة وماراً بكل ثقة بإدارة الأمن والأجهزة الأمنية وقيادات الوحدات العسكرية وقيادة النقاط والضرائب والمالية وفي مختلف المرافق إلى أن وصل إلى المجلس القيادي بالجمهورية ..ولكم في قيادتنا عبرة الا من رحم ربي …
اعذروني أن تجاوزت الحدود ولكن الوضع لايطاق ..