نشرت مجلة دير فريتاج الألمانية تقريراً، يوم الاثنين 19 سبتمبر/أيلول 2016، ناقشت فيه الحرب الاقتصادية التي ينتهجها هادي الذي وصفته بأنه (أسوأ رئيس أنجبته اليمن على الإطلاق) من خلال نقل البنك المركزي إلى عدن.
وقالت، إن هادي يريد تغيير رئاسة البنك المركزي في البلاد ونقله إلى عدن. موضحة، أن التأثير سيكون كارثياً، كما أن القرار غير شرعي على أي حال من الأحوال.
واعتبرت المجلة الألمانية، أن هادي أسوأ رئيس أنجبته اليمن على الإطلاق، بل يمكن أن نتخيله بأنه أسوأ رئيس في العالم.
وأضافت بانه على الرغم من أن حرب اليمن استمرت، بالفعل، لفترة طويلة، والبلد يتجه إلى الانقسام أكثر وأكثر، لكن البنك المركزي ما زال يعمل بشكل فعال تماماً في مقره في صنعاء.
لافتة، أن التدابير المنصوص عليها الآن من قبل هادي لن تجلب سوى المزيد من الكوارث لليمن، وسوف تغذي، بشدة، الأزمة الإنسانية.
وقالت المجلة الألمانية، إن البنك المركزي حتى الآن، حقق نجاحاً كبيراً في الحفاظ على موقف محايد بين الحزبين الرئيسين للصراع. أبقى البنك متزناً في السيولة إلى حد ما رغم الظروف، وتدفق الأموال، ومواكبة دفع الرواتب لموظفي الدولة والجيوش من كلا الجانبين.
وأيضاً المهم جداً، أبقى البنك المركزي مواكبة المدفوعات الخارجية للاستيراد من الخارج. وهكذا، نجح البنك المركزي في المحافظة على استيراد المواد الأساسية مثل المواد الغذائية (90٪ من ما يحتاجه اليمن) رغم الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية من أكثر من عام ونصف.
واعتبرت المجلة، أن هادي المدعوم من التحالف بقيادة السعودية، لم ينجح في التغلب على انصار الله لا في ساحة المعركة ولا عن الضغوط السياسية، ولذا لجأت حكومة هادي، الآن، فتح مرحلة جديدة من الحرب، وذلك باستخدام هذه المناورات لفرض حرب اقتصادية على أعدائهم.
وأوضحت المجلة أن فكرة هادي بنقل وتغيير رئاسة البنك المركزي، سوف تتخلى عن موقفها المحايد وتصبح أداة من أدوات السياسة واستخدامها في الحرب، لكن ذلك لن يجلب سوى أسوأ الكوارث لليمن ومزيد من الانقسام.
وترى المجلة، أن الهدف من هذه التدابير المزمع اتخاذها واضحة: تجويع سكان شمال اليمن بأكمله حتى يخضع لحكم هادي.
وقالت المجلة، إن أفضل شيء يمكن أن يحدث الآن هو أن يرفض محافظ البنك المركزي ومجلسه كله التنحي، ويعلن أنه لن يحدث أي تغيير في البنك المركزي على الإطلاق، وسوف يقومون بعملهم كالعادة، والحفاظ على موقف محايد.
واتهمت المجلة الألمانية هادي من خلال حربه على الاقتصاد اليمني بالتسريع من تقسيم اليمن والدفع به نحو كارثة أكثر سوءاً مما عليها الآن.
كما اعتبرت المجلة أن التدابير التي يتخذها هادي تنتهك بوضوح القانون بما يخص البنك المركزي. في المادة (4) تنص بوضوح: “يكون المركز للبنك المركزي في مدينة صنعاء، لتسيير أعماله التجارية داخل الجمهورية وخارجها، وله أن يفتح فروعاً ووكالات ومكاتب ويتخذ له مراسلين، بناءً على موافقة المجلس” نهاية المادة. وبالتالي، يتم استبعاد بوضوح مقعد آخر للبنك المركزي.
ووفقاً للمادة (10) الفقرة (2) من القانون، يعين المحافظ، ونائب المحافظ، وأعضاء المجلس، بقرار جمهوري بناءً على ترشيح من مجلس الوزراء.
ووفقاً للمادة (11) ينحى محافظ البنك أو نائبه أو عضو مجلس الإدارة من منصبه بقرار جمهوري بناءً على توصية من مجلس الوزراء: إذا أصبح غير مؤهل أو أعلن إفلاسه أو فشل فشلاً كبيراً في أداء واجباته ومسؤولياته”. خيارات أخرى عند تنحي المحافظ أو نائبه وفقاً للمادة 11 الفقرة 3 (أ) طلب مسبق وبقرار جمهوري بعد موافقة مجلس الوزراء بتوصية من قبل أربعة من خمسة أعضاء من لجنة المجلس.
وطبقاً للقانون لا يمتلك هادي أي خيار لإزالة المحافظ والمجلس. أضف إلى ذلك أن هادي قال، أيضاً، إنه لا يمكن إلقاء اللوم على المحافظ أو المجلس لأي من الأسباب السابقة في القانون، ولذا فمن الواضح أن الإزالة بحتة ذات دوافع سياسية، بحسب ما تراه المجلة.
وفيما يتعلق بـ”شرعية” هادي وحكومته، توضح المجلة أنه حتى أولئك الذين ما زالوا يعتقدون أن هادي هو الرئيس “الشرعي”، لا يوجد لديهم سبب للاعتقاد بأن وزراءه شرعيون، بسبب أن هادي قام بالعديد من التغييرات الوزارية، وفي جميع الحالات تفتقر إلى موافقة البرلمان كما هو منصوص عليه في الدستور. فكيف يمكن لمجلس الوزراء إجراء تغييرات في رئاسة الجمهورية ومجلس إدارة البنك؟
ولذا، كما تراه المجلة، ينبغي للمجتمع الدولي أن يوضح تماماً أنهم لن يقبلوا خلال الحرب أي تغييرات ذات الصلة للبنك المركزي، لأن مثل هذه التدابير ستكون عقبة أمام أي مفاوضات سلام.
وقالت المجلة: سمعنا شجب العالم عندما شكل الحوثيون وصالح مجلس الحكم الجديد، لكن ماذا عن هذه المحاولات من جانب واحد لحكومة هادي، والتي هي قرارات، وبوضوح، سوف تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن؟
واختتمت المجلة تقريرها: إذا لم يمتلك المحافظ ومجلس إدارة البنك المركزي الشجاعة لرفض خطط هادي تماماً والاستسلام، فإن الوضع في اليمن سيكون أسوأ من ذلك. في الواقع خطط هادي في محاولة لتوجيه جميع الإيرادات وصرف العملات الأجنبية فقط إلى الجزء الجنوبي من اليمن، والتي من شأنها ستعجل من تقسيم البلاد.
مذكرة بتقسيم ألمانيا، بشكل عام ومدينة برلين خاصة، بعد الحرب العالمية الثانية: حيث انقسمت وضعفت المؤسسات الاقتصادية المهمة وغيرها واحدة تلو الأخرى بعيداً عن بعضها البعض – حتى جاء جدار برلين.