ظروف معيشية قاسية تحدق بموظفي الدولة
رائد الفضلي
بينما كان الموظف الحكومي في بلادنا على بصيص من الأمل من حكومة الغربة ، برفع معاشه الشهري ، ليواكب متطلباته واحتياجاته اليومية ، ولو بتوفير جزئي من تلك الاحتياجات المعيشية والاستهلاكية إلا إنه تفاجئ من تأخر صرف مرتبه الشهري الذي لا يسمن ولا يغنى من جوع
فها نحن اليوم نتجاوز الخمسين يوما من صرف راتب الشهر السابق ، وبصمت حكومي ورئاسي مؤسف ، ينتظر منا العصيان المدني والاضرابات عن العمل ٠
فإذا كانت هذه الأوضاع المعيشية تحدق بصاحب الراتب الشهري ، فما بالكم بالمواطن الذي لا راتب له !٠
فهل يدرك حكامنا ، بأن براميل القمامة أصبحت مول الفقراء ، لإطعام أطفالهم من مخلفات الطعام وبقاياه ؟!
ناهيك عن الذين يتسولون في المطاعم ، لينتظروا لساعات الظهيرة ، ليطعموا من يعولون من مترجع المأكولات !!
فانتظار الراتب للموظفين الحكوميين وتاخيره ، سيخلق مشاكل اجتماعية كبيرة في المجتمع ، الحكومة والرئاسة تدركها ٠
وستكون البداية من المعلمين التربويين ، الذين يقضون مننتصف النهار ما بين جدار المدارس مع سلك التعليم ونجاحه ، لكن تأخر رواتبهم سينذر بمؤشرات عودة الإضراب مجددا ، وهناك من المرافق الآخرى ستلحق بالركب ، إن لم تكن هناك صحوة رئاسية حكومية مع الموظف الحكومي !
فقد بلغ السيل الزباء ، وإذا استمرت الأوضاع دون أي معالجات ، فسيظطر الموظفون بعدم مزاولة عملهم ، والسعي لجلب الرزق بأعمال أخرى ، خارج إطار عملهم الوظيفي ، حتى لا يدرك الجوع هلاك ابنائهم ، وسيدفع الثمن الكل ٠
حتى المتقاعدون العسكريون الذين رواتبهم تسلم قبل انتهاء الشهر ، رغم إن رواتبهم تسلم للبنوك بشيكات مسبقة من مرافقهم ، لايزالون في الانتظار برواتب هزلية مزرية ٠
ما الذي يحصل في بلادي !!؟
ولماذا يعاقب أهل هذه البلد ، مع أبسط مقومات حياتهم ؟!
فلا زلنا نحن كموظفين على أمل الانتظار ، بدفع رواتبنا ، حتى لا تحدق كوارثها بنا جميعا، فستغرف السفينة بربانها ، ولن يسلم أحد ، لا سمح الله ، فالجوع كافر ، والكل يدرك ذلك
لكن سيبقى الأمل بالله ونعم الله ، وهذا ما يصبرنا
فستمطر الأيام يوم رغم شحتها
ومن بطون المأسي يولد الأمل
وصبرا جميلا والله المستعان
فما هكذا تورد الإبل يا سادة
مع الموظفين ومعاناتهم