قالت منظمة اغاثة دولية إن غارة جوية استهدفت عيادة تابعة لها قرب مدينة حلب السورية الشمالية اسفرت عن مقتل 4 من العاملين فيها.
وقالت المنظمة، واسمها “اتحاد منظمات العناية الطبية والاغاثة” ومقرها باريس إنه يبدو ان الغارة كانت متعمدة.
وفي وقت لاحق، دعا وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى حظر كلي للطيران في مناطق رئيسية في سوريا لانقاذ الهدنة المهددة بالانهيار، وذلك عقب الهجوم الذي تعرضت له الاثنين قافلة للمساعدات قرب حلب.
وقال كيري في خطاب ناري القاه في الامم المتحدة إن مستقبل سوريا “معلق بخيط.”
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض من جانبه إن 9 من مسلحي المعارضة على الاقل قتلوا في غارة الاربعاء ايضا.
وقالت الولايات المتحدة إنها تحمل روسيا مسؤولية هجوم الاثنين، والذي اسفر عن تدمير 18 شاحنة ومقتل 20 مدنيا ووصف بأنه يمثل جريمة حرب محتملة.
ولكن روسيا تنفي بقوة ضلوعها او ضلوع الطيران السوري في الهجوم، وقالت إن الحادث نتج عن نيران على الارض وليس قصفا جويا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية من جانبها إن طائرة امريكية مسيرة من طراز “بريداتور” كانت تحلق في سماء المنطقة عندما هوجمت قافلة المساعدات. وقالت الوزارة إن الطائرة المذكورة اقلعت من قاعدة انشيرليك الجوية جنوبي تركيا.
وقال الجنرال ايغور كوناشينكوف الناطق باسم الوزارة إن الطائرة المذكورة وصلت الى المنطقة التي قصفت فيها القافلة قبل دقائق فقط من الحادث، وغادرت المنطقة بعد 30 دقيقة تقريبا.
وقال إن هذه الطائرات مزودة عادة بصواريخ جو-ارض.
وقال “لا يعلم الا الذين يملكون هذه الطائرة ما كانت تفعل في اللحظة تلك وما طبيعة المهام التي كانت تقوم بها.”
ولكنه اكد ان روسيا لن تبني اي استنتاجات حول وجود الطائرة في المكان الذي كانت توجد فيه في ذلك الوقت.
وكرر كوناشينكوف نفي روسيا ان يكون لها اي دور في القصف الذي طال القافلة الاثنين، وقال إن الاتهامات التي يسوقها الغرب الغرض منها حجب الانظار عن قيام التحالف الغربي بضرب مواقع للجيش السوري في محافظة دير الزور والذي اسفر عن مقتل العشرات من العسكريين السوريين.
ولكن المدير التنفيذي لـ “اتحاد منظمات العناية الطبية والاغاثة”، ويدعى الدكتور زيدون الزعبي، قال لبي بي سي إن هجومي الاثنين والاربعاء “لم يحدثا بالصدفة.”
وقال “تريد جهة ما ان تقول لنا نحن العاملين في المجال الانساني بأننا غير مرحب بنا في سوريا، وبأننا مستهدفون وبأننا سنقتل.”
وفي حادث منفصل، تحطمت طائرة حربية سورية الى الشمال من العاصمة دمشق، حسبما اورد المرصد المعارض ومقره بريطانيا.
وقال التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم “الدولة الاسلامية” إن الطائرة المذكورة كانت تقصف مواقعه في المنطقة، ولكنه لم يدع مسؤوليته عن اسقاطها.
مدفونون تحت الانقاض
ولم تتضح الجهة المسؤولة عن الغارة التي استهدفت العيادة الطبية في بلدة خان تومان الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة ليلة الثلاثاء، ولكن المرصد السوري يقول إن الطيران الروسي او السوري هو المسؤول.
وجاء في تصريح اصدره “اتحاد منظمات العناية الطبية والاغاثة” باللغة الفرنسية ان القصف اصاب مركزا لتقييم المصابين وقتل اثنين من سائقي سيارات الاسعاف واثنين من الممرضين كانا قد وصلا للتو لنقل الجرحى الى مرافق طبية اكثر امكانيات.
كما اصيب ممرض آخر بجروح بليغة كما دمرت العيادة تماما. وما زال عدد من الضحايا مدفونين تحت الانقاض.
ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جيمس لونغمان إن مسلحي المعارضة الذين قتلوا في الغارة كانوا من عناصر “جيش الفتح”، وهو فصيل اسلامي لا يعد رسميا جزءا من التحالف الذي يدعمه الغرب ولكنه يعمل الى جانب “الجيش السوري الحر.”
وكان مسؤولون امريكيون قالوا في وقت سابق تعليقا على الهجوم الذي تعرضت له قافلة المساعدات إن طائرتين روسيتين من طراز سوخوي 24 كانتا تحلقان في سماء ارم الكبرى لحظة وقوع الهجوم.
واضاف هؤلاء المسؤولون ان الهجوم كان من الدقة والتعقيد بحيث من غير المرجح ان يكون الجيش السوري قد قام به.
وقال بين رودس الناطق باسم البيت الابيض في وقت لاحق إن “الهجوم من تنفيذ احدى جهتين فقط، اما الجيش السوري او القوات الروسية.”
ومضى للقول “وفي كلتا الحالتين، نحمل الحكومة الروسية مسؤولية اي غارات جوية تقع في هذه الاجواء.”
ولكن وزارة الخارجية الروسية قالت إن الامريكيين ليس لديهم اي حقائق لاثبات ادعاءاتهم.
وجاء في تصريح اصدرته الوزارة “ليست هناك اي حفر في الارض، والاضرار التي اصابت الشاحنات ليست من النوع الذي يحدث عادة نتيجة القنابل التي تلقيها الطائرات.”
وكانت الامم المتحدة قالت في وقت سابق إنها “ليست في وارد التأكيد على ان ما حدث للقافلة كان نتيجة ضربة جوية.”
“الهدنة لم تمت”
وكانت الامم المتحدة قررت عقب هجوم الاثنين تعليق كل قوافل المساعدات في سوريا.
ودان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر مورير الهجوم على القافلة بوصفه “انتهاكا صريحا للقانون الانساني الدولي”، مضيفا انه قد يرقى الى جريمة حرب.
ووقع الهجوم المذكور بعد ساعات فقط من اعلان الجيش السوري نهاية العمل بالهدنة التي استمرت اسبوعا واحدا والتي تم الاتفاق عليها بوساطة امريكية روسية.
ولكن وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الذي كان يتحدث في نيويورك والى جانبه نظيره الروسي سيرغيه لافروف، اصر على ان الهدنة “لم تمت”، وذلك عقب مشاورات عقدها مع مندوبي الدول الاعضاء في مجموعة دعم سوريا.
ومن المقرر ان تجتمع المجموعة ثانية يوم الجمعة.
كما يعقد مجلس الامن التابع للمنظمة الدولية اجتماعا عالي المستوى حول الازمة السورية الاربعاء.