التعليم يتدمر بسياسة ممنهـجـة ومقـصـودة .. فمن ينقذه ؟؟
عمر المسقعي
لاشك ولاريب في ان التعليم من اهم قطاعات النهوض بالمجتمع وبناء الدولة، في كونة اهم ركائز نشر الوعي والعلم ومحاربة الجهل كما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة على كافة الاصعدة ومنه تنبثق الاختصاصات وتتضح المعالم الثقافية والعلمية للبلاد، فالتعليم هو سر بناء المجتمعات وتقدمها….
الا ان هذا القطاع رغم اهميته البالغة كما اسلفنا بداء ينهار ويتدمر بطريقة سياسية ممنهجة ومقصودة ، ودون اي بوادر لوقف هذه الكارثة التي تهدد مستقبل اجيال قادمة..
وسوف نستعرض في هذا المقال واقع التعليم الحاصل حالياً على ارض الواقع وكيف اصبح في طور الانهيار الكامل بدءاً من استمرار تردي جودة التعليم وانتهاءً بغسل العقول وترسيخ مفاهيم مغلوطة في ادمغة الاطفال الذين تحولوا الى ادوات تتبنى رؤية غير واقعية عن التعليم…
فتعالوا معي ايها الاعزاء كي ندخل ساحات التعليم هذه الايام وكيف اصبحت خالية من الارادة التعليمية والعقول المنفتحة والى تحقيق مستوى افضل للتعليم فاول ماترى فقدان الكادر التربوي الممتميز وان وجد فهو نادر جداً، اضافة الى انتشار البديل بكثرة هذه الايام بدون مراعاة لمستوياتهم ومؤهلاتهم العلمية المهم ( الحاصل) اضافة الى زحمة الطلاب في الفصل حيث يتواجد على الكرسي اكثر من خمسة طلاب للصفوف الادنى
كما توجد شحه كبيره في توفير الكتاب المدرسي للطلاب الى غيرها من عوامل ضعف التعليم…
لو اتينا لمعالجة سبب كل هذه المشكلات ومن هو سببها، فكما تعلمون اننا نعيش تحت البند السابع والعاشر وفي ظل غياب دولة النظام والقانون والرجال الوطنية ذات السيادة والقرار…..
وما نعانيه اليوم من التشكيلات السياسية والكيانات الهزيلة الموجودة هنا وهناك وكيف عمل الاخوة الاشقاء على توسيع الشرخ وتمزيق النسيج الاجتماعي في البلد وما نتج عنه من انتاج اشكال هزيلة تمثل كيانات هشة ومتناحرة بعيداً عن بناء الدولة ومؤسساتها التنموية وبنيتها التحتية …
فلقد حصل قطاع التعليم على النصيب الاكبر من التهميش واللامبالاة من القيادة السياسية الموجودة ، وكيف صار المعلم يبحث عن عمل بديل عن عمله في القطاع التربوي نتيجه لقلة راتبه الذي لايتجاوز 50 الف ريال والذي هو بقيمة كيس دقيق باحثا عن فرصة اخرى يجني من خلالها مالاً وفيراً يغطي ما تحتاجه اسرته للعيش الكريم وهذا هو من قسم ظهر العملية التعليمية، فلا تسالني عن تعليم واولادي لا يجدون ماياكلون…
قصة حصلت امامي في احد المدارس بينما كنا في زياره لتفقد سير عملية الامتحانات الفصلية، وبينما نحن ندور على قاعات الامتحانات وبداء المعلمون بتوزيع الاوراق على الطلبه، اذا بصوت مدير المدرسة يرتفع ليصل الى اسماع كل من في المدرسة حيث اتضح ان احد المعلمين تغيب عن حضور امتحانه بسبب ذهابه الى السوق!!!!!!
اتدرون لما ذهب الى السوق!!!
لقد تقطع قلبي حزناً والماً والله عندما اخبر احد التلاميذ مدير المدرسة بان الاستاذ يذهب يحمل في السوق بعد فترة التدريس واليوم الذي غاب فيه وهو يوم امتحانه…
حدث ان قاطرة الاغاثة وصلت وهو احد الحماليين والعامليين عليها…
فبالله عليكم هل للوم المعلم …
اين المشكلة وفي من!!!!
بينما القطاع العسكري البديل بما تسمى معسكرات التحالف التي انشات في كل مكان بدلاً عن الجيش الوطني وكيف استقطبت الكم الهائل من الشباب ووفرت لهم الراتب بالعملة الصعبه وتوفير الماكل والمشرب البذخ فاصبح راتب الجندي تبع معسكرات التحالف مايعال 12 مره من راتب المعلم!!!!!!
انظرواااااا المفارقة العجيبة والاهتمام بالعسكري ابن اليوم وتنساسي مربي الاجيال وباني المجتمعات!!!
أيضاً مايزيد الاحباط والهروب من قبل الكادر التعليمي ماتفعلة بعض المنظمات من ذبح ما تبقى من العملية التعليمية والتربوية وهو الاهتمام بالبديل واعطائه راتب لايقل عن مائة دولار وهو مايعادل تقريباً على صرف اليوم 150 الف ريال يمني…
وهذا هو ماذبح وقرب اجل الكادر التربوي الموجود والمستشعر خوفه من الله في تادية واجبه التربوي والوطني…
وهذا الدعم من المنظمات ما هو الا تدمير ماتبقى من الكادر التربوي الموجود على الساحة من عقد لايتجاوز مدته سنة او سنتين وبعدها لن يجد مدراء المدارس الا……….. اكملوا الفراغ بكلمة مناسبة؟؟؟؟