بالوثائق..تكرار ادخال أدوية منتهية الصلاحية عبر ميناء عدن وكشف الجهة التي تقف خلفها
المشهد الجنوبي الأول – تقرير
كشفت مصادر مطلعة تفاصيل جديدة عن الأدوية المهربة التي عثر عليها في مطار عدن وقد يتضرر منها كل مواطن وكل مستهلك يقدم على شرائها من الصيدليات.
وقالت المصادر ان العمال في ميناء الحاويات بعدن فتحوا باب حاوية حديدية تم انزالها في الميناء، لتفتيش كراتينها ومحتوياتها ، ووجدوا الحاوية غير مبردة منذ وصولها الى ميناء عدن قبل ستة اشهر، كما يوجد رطوبة على الكراتين، ونمل وبيوت العنكبوت بين باكتات الادوية.
واكدت المصادر ان شحنة الادوية المهربة مملوكة لشركة ( فارما بيديا ) للاستيراد، وان الضابط الذي يشغل منصب رئيس قسم الادوية والمخدرات في شرطة المنطقة الحرة رفع تقريره الى شرطة المنطقة الحرة مقترحا اتلاف الشحنة ، لكن الهيئة العليا للادوية ترفض ذلك ، وتطلب الافراج عن الشحنة على ان يتم تحريزها في مخازن الشركة المستوردة تحت اشرافها.
وبحسب المصادر فات تلك الشحنة وصلت الى ميناء عدن في 14 نوفمبر 2020 قادمة من باكستان ، وبعد ستة أشهر كاملة من بقاءها في الميناء ، وجه مدير عام الهيئة العليا للادوية الدكتور عبدالقادر البابكري ، خطابا في تاريخ 27 يونيو 2021 الى مدير جمرك ميناء عدن للحاويات يطلب فيها الافراج عن الشحنة وتحريز الكمية التي تحوي ستة اصناف دوائية في مخازن شركة فارما بيديا تحت اشراف الهيئة.
وفي تاريخ 5 يوليو 2021 وجه العميد عبدالسلام العمري مدير عام شرطة المنطقة الحرة خطابا الى مدير عام الهيئة العليا للادوية بعدن ، كان مضمون المذكرة : (( نرجو منكم اعادة النظر في الافراج وامر التحريز فقد تغيرت الوان الاصناف الطبية جراء تعرضها لدرجة حرارة عالية ))، لكن هيئة الادوية تصر على الافراج تحت ذريعة ان كمية الحاوية المقدرة بعشرات الاف الباكتات بين قوارير وامبولات واشرطة، ستحرز في مخازن الشركة المستوردة.
من جانب اخر كشفت المصادر عن اصناف الادوية المنتهية التي اصرت هيئة الادوية على الافراج عنها كي تحرز في مخازن الشركة المستوردة كالتالي :
1- المضاد الحيوي لينزوليد ( اوكسازوليدينون مضاد حيوي للعدوى البكتيرية الخطرة ) كمية 5000 علبة.
2- دواء باراسيتامول ( 24 الف علبة ).
3- ليفوفلوكساسين ( يستخدم لعلاج العدوى البكتيرية التي لا يمكن علاجها بمضادات حيوية اخرى). ( 30 الف قارورة و 15 الف باكت ).
4- ميثيكوبال ( صنفين اقراص وامبولات ). ( 40 الف باكت).
وبخصوص تحايل تجار ومستوردي الادوية ، تقول المصادر ان التجار بدلا من دفع مبلغ كبير لاستئجار حاوية مبردة من بلاد المنشأ ، ياتون بالادوية في حاويات حديدية حارة ، ويدفعون عند وصولهم غرامة اثنين مليون ريال للهيئة العليا للأدوية التي تكرر استلام الغرامة منهم في كل شحنة.
موضحة ان التاجر اذا استأجر حاوية مبردة سيدفع خمسين الف دولار منها خمسة الف دولار ثمن ايجار الحاوية و 45 الف دولار مبلغ ضمان يرد حين عودة الحاوية المبردة للشركة التي اجرتها ، ولكن للربح السريع ياتي التاجر بالادوية في حاويات حديدية حارة ويدفع غرامة اقل بكثير مما سيخسره لو استأجر حاوية مبردة.
ومن ناحية اخرى تستفيد الهيئة العليا للادوية من ذلك حيث تاخذ غرامة اثنين مليون ريال على كل حاوية غير مبردة ، دون اتخاذ اي اجراء اضافي ضد المستورد الذي يكرر دفع الغرامة مع كل شحنة.
وتاكيد على ذلك فقدكشفت المصادر عن محاضر تم توقيعها في 23 اكتوبر 2023 ، حيث جاء في المحضر اثبات حالة انه تم معاينة وتفتيش حاوية نوع حديد ( غير مثلجة ) ، تتبع شركة الجبل فارما للأدوية ، لكن تم صرف شهادة افراج للادوية التي تحتويها من قبل الهيئة العليا للادوية التي تواصل مطالبتها وفق المذكرات التي توجهها وتطلب فيها بالافراج عن الحاويات وعليها توقيع مندوب الهيئة بان الادوية مطابقة للمواصفات.
وكذلك افادت محاضر تم توقيعة بتاريخ 1 نوفمبر 2023 وبتاريخ 25 نوفمبر 2023 بمعاينة وتفتيش حاوية نوع حديد غير مثلجة تحتوي على شحنة ادوية واصلة من تايلند باسم المستورد ( محلات الجبر التجارية ) ، ويفيد المحضر بانه تم صرف شهادة افراج للأدوية من قبل الهيئة العليا للأدوية، وكذلك بمعاينة وتفتيش حاوية نوع حديد غير مثلجة تحتوي على ادوية بشرية واصلة من الهند ، باسم المستورد / معمل النور للادوية ، وتم صرف شهادة افراج للادوية من قبل الهيئة العليا للادوية ايضا.