البعد الإستراتيجي لطوفان الأقصى
د. وليد العليمي
كانت حكومة الكيان الصهيوني ، تروج لفكرة أن إسرائيل هي المكان الأكثر أمانا لليهود في العالم ، ولاكن عملية “طوفان الأقصى ” ، دمرت هذه الفكرة تماما ، وأصبح المواطن اليهودي الذي يعيش في أرض فلسطين المحتلة ، يدرك الان وأكثر من اي وقت مضى ، أن الأرض التي يسكن فيها ليست أرضه ، وأنها ليست آمنة ، في الوقت الحاضر ، وفي المستقبل .
رفعت حكومة الكيان ، شعار(معا ننتصر) وهي تشن هجومها البربري الهمجي على قطاع غزة،ولاكن الرد القاسي ، جائها من شعب الكيان نفسه الذي رفع شعار (نغادر البلاد معا) والذي لايوحي،بأنهم أهل الأرض الحقيقيون ،وانطلق هذا الشعار عقب عملية طوفان الأقصى، وأصبح اسما لمجموعة على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك “، بلغ عدد أعضائها خمسة ألاف .
لقد أصبحت الهجرة العكسية من الكيان المحتل مشكلة كبرى ، تواجه سلطة الإحتلال، لاسيما وأن الكثير من سكان الكيان الصهيوني، يحملون جنسيات أخرى، علما بأن إستطلاعا، في مايو٢٠٢٢م،أظهر أن واحدا من كل ثلاثة من سكان الكيان ، يرغب في الهجرة.
كتب يائير شاليف انه يحاول منذ عام إقناع زوجته بأن لا مستقبل لأولادهما في اسرائيل ، ولاكن بعد عملية طوفان الأقصى، فهم ان لا مستقبل لهم هم أيضا ،وأضاف أنه الأن سينجح حتما في إقناعها .
لقد غادر أكثر من ربع مليون يهودي ،الأراضي الفلسطينية المحتلة عقب عملية طوفان الأقصى ،لقد وأدت المقاومة الفلسطينية”الحلم الصهيوني ” وأشعلت فتيل النهاية ، لهذا الحلم الدموي المجنون .
لقد حققت عملية “طوفان الأقصى” هدفها الأهم والإستراتيجي على المدى البعيد، وهو ، أن لا أمان ، ولا إستقرار ، للمحتل الصهيوني ، في أرض فلسطين التاريخية ، ومن أجل تحقيق هذا الهدف الإستراتيجي ، الهام ، كان لا بد من تقديم تضحيات جسيمة، ومؤلمة ، وهي دماء ، وأرواح آلاف الشهداء ،الأبرار ، الذين سقطوا. لتروي دمائهم ، شجرة ، الحرية ، والكرامة ، والحق .
لقد آن الأوان ، وفتح الستار ، في الفصل الأول ، من فصول “النهاية”، نهاية “الحلم الصهيوني “الذي إستمر قرابة خمسة وسبعين عاما، وهو يمارس كل وسائل الخداع ،والتضليل ، والإرهاب ، من أجل طمس هوية أصحاب الأرض ، وإبادتهم ، وتهجيرهم .