جبايات أبين وسرقة المواطن
العميد يوسف العاقل
من حين يدخل المواطن لأبين إلى أن يخرج وهو يقرأ ﵟ وَجَعَلۡنَا مِنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ سَدّٗا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدّٗا فَأَغۡشَيۡنَٰهُمۡ فَهُمۡ لَا يُبۡصِرُونَ ﵞ ؛ لكي ينجو من قطاع الطرق الذين يقفون له على قارعة الطريق، يمدون له أيديهم لكي يدفع أجرة المرور على هذا الطريق، لقد استحوا أن يذهبوا إلى المساجد ويشكوا للناس الحال، وكيف يشكون لهم الحال وهم قيادات وذو مناصب، فالبحث عن طريقة اختلاس مقننة مقرونة بهنجمة السلاح هي الطريقة المثلى لجلب المال، ومن هنا جاءت فكرة نقاط الجبايات وميازين السحت والتسول.
لا يدري المواطن كيف يعيش أزمات الحرب من جهة، والفساد من جهة، والجبايات من جهة الخ، يدفع التاجر لأهل التسول ما يريدون، ولكنه سيرفع السعر في السلعة لكي يعوض الخسارة، فيشتريها المواطن المسكين بسعر غال، الذي يجعله يضطر للتدين زيادة على راتبه حتى يوفر لقمة العيش لأولاده، كل هذا حتى يعيش أصحاب الجبايات في رفاهية ورغد من العيش.
شوهت أبين بسبب أصحاب الجبايات وأصبحت المجالس تتحدث: أهل أبين قطاع طرق، وأهل سحت، أبين التي عرفت بصنع الرجال والقادة، أبين النجدة، والعز، والكرامة، صارت الناس تتمنى طريقا غير طريقها، ولا تحب رؤيتها، وإذا ذكرت أبين ذكر قطاع الطرق.
لقد وقفنا ضد هذا العمل من أول نقطة اتخذت وحذرنا منها، رغم أنهم طلبوا منا -الشرطة العسكرية في أبين- أن نكون نحن من يقوم عليها ولنا نسبتنا، فقلنا لهم: اتقوا الله في الناس، نحن دولة نحرس الناس أو نأكلهم؟ ووصل الأمر لوزير الدفاع السابق، وأتوا لنا بتعليمات من قبله، ودخلنا في مشاكل بسبب رفضنا، وقلنا مستحيل تقع أي نقطة تأكل الناس بالباطل ونحن حراسها، ولم يقتصر الأمر بعد ذلك على نقطة بل نقاط، وكل جهة فعلت لها نقطة تأكل منها على مرأى ومسمع.
معاشر أهل العلم والقضاء، أين كلمتكم، أفتونا هل هؤلاء الذين يتقطعون للناس ويسلبونهم المال، يدخلون في قول الله تعالى: ﵟ إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡيٞ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﵞ. بسبب هذا الفساد الذي يعم كل من مر على طريق أبين، ويخوفون الناس بالسلاح، ولا يستطيع أن يمر إلا بدفع مال، أين القضاء ليقم شرعة ربي على هؤلاء المفسدين.
قائد الشرطة العسكرية م/ أبين، العميد يوسف العاقل.