الصهيونية وحربها على فل-سطين أطفال الحجارة بالأمس رجال مقاومة اليوم
ياسين مكاوي
تشهد فلسطين حرباً ضروس منذ أنشأت بريطانيا الكيان الصهيوني في 1948 بناء على الوعد المشئوم الذي أطلقه الصهيوني البريطاني “بلفور” ومنذ ذلك التوقيت وشعبنا العربي الفلسطيني يعاني من كل صنوف القتل والتدمير والتهجير والنزوح بمباركة الحكومات الغربية أكانت ظاهرة او باطنة حتى سقطت أوراق التوت عنهم جميعاً في مخطط حرب الصهيونية العالمية عبر كيانها العنصري الإسرائيلي الصهيوني الذي بدأت خيوطه تتكشف في حربهم على “غزة” بتركيزهم على التجمعات السكانية التي تظم الأطفال والنساء بهدف الإبادة الجماعية لأوعية استمرار الحياة المقاومة في جسم الأمة العربية في فلسطين من خلال قتل الأم والطفل الفلسطينيين فهدمت كل قيّم الإنسانية وحقها في الحياة مستنصرة لأبشع احتلال عرفته البشرية منذ عقود متجاوزة كل جرائم النازية والفاشية التي وقعت على شعوبها ، تلك هي المفارقة العجيبة وذلك هو الجرم المشهود الذي فضحته شعوبهم في هذه الحرب الصهيونية على “غزة” والتي تتوالى امتداداتها على فلسطين كلها ، فها هي الصهيونية تمارس الإبادة ايضاً بالضفة الغربية في رام الله مركز السلطة الفلسطينية التي يباركوا موقفها في حفظ أمن إسرائيل بالمزيد من التعسف والقهر في كل مدنها وقراها انها تستهدف الإنسان والحجر والشجر غير عابئة بصرخات الأطفال وأنين الأمهات والشيوخ ودماءٌ تسفك لإشباع غريزة صهيون المثقلة بكل تلك الدماء والموبقات تحت جريمة حق صهيون الحصري في الدفاع عن النفس التي بات يرفضه اليوم كل الشعوب الحرة التي أدركت مؤخراً أن النازية والفاشية والصهيونية والفصل العنصري”الأبارتيد”كل تلك المسميات ترجمة حقيقية لمعنى ” الكيان الصهيوني الإسرائيلي” ، فالصورة التي اتضحت واسقطت أوراق التوت عن دعاة حرية وحقوق الإنسان من حكومات الغرب خاصة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرهم وكشفت مخططهم أليست كافية لتتقرر سياسات جديدة في المنطقة لوضع الكيان الصهيوني الإسرائيلي في مزبلة التأريخ ووضع مريديه وداعميه في زوايا محكمة العدل الدولية وجعلهم في مسيس الحاجة لمتطلباتهم واحتياجاتهم من النفط والغاز لتشتد معاناتهم كما تعاني شعوبنا لترتد عليهم شعوبهم كما يتعاملون دوماً مع دولنا وانظمتنا العربية والإسلامية يل يسعون الى اسقاطها بصناعة الفوضى والتخريب فيها تارة عبر ادواتهم التي صنعوها بأم اعينهم من الجماعات الإرهابية المتنوعة المزروعة في اوطاننا كداعش والقاعدة وأخرى عبر الحرب الاقتصادية المفتوحة بحسب اعترافات ساستهم لتنفيذ اجنداتهم ولخدمة مخططاتهم في منطقتنا والعالم ومصر هي إحدى هذه المحطات في الحرب الاقتصادية التي تصارع مصر اليوم للتصدي لها وإفشال مخططها العسكري والسياسي .
اوليس من حق الفلسطيني الدفاع عن نفسه من الاحتلال القابع على أنفاسه القاتل لأطفاله ونساءه وشيوخه والقاضم لأراضيه والمهجر لملايين الفلسطينيين في نزوح داخلي وغربة في مواطن التهجير ، خمسة وسبعون عاماً من الموت الذي يحصد الفلسطينيين في غزة او رام الله او الخليل وبيت لحم كان مبتدأها “مذبحة دير ياسين” سيان لديهم صهاينة الشتات المتجمع في فلسطين فاقدوا الانتماء للأرض .
ألا ندرك نحن العرب والمسلمون المنتشرون في أصقاع العالم والذين نمتلك اهم مخزونات العالم من الثروات التي حبانا الله بها بالكيفية التي يمكننا ان نصنع قوة سياسية مؤثرة في اوطان الشتات والمهجر لنؤثر كما نتأثر فاليوم غزة وضعتنا في طريق ترسيخ فرصة صناعة الانتصارات السياسية لصالح قضايانا العادلة من هول جرائم الحرب التي تشنها الصهيونية العالمية في فلسطين لتنفيذ مخططها الذي وضعته منذ ان زُج باليهودية كغطاء ديني غير معقلن في طريق شهوتهم للبحث عن وطن بديل لشتاتهم في أتون الحرب الصهيونية التي يقودها الغرب المتطلع للسيطرة على كل مناطق النفوذ المتوقعة لمنع بروز قوىً مناهضة في مستقبل هيمنتها وفي اقل التوقعات إعادة صناعة النفوذ مع قوى الهيمنة الجديدة القديمة الصين أمريكا روسيا على حساب دول منطقة الثروة والخلجان ومن منطلق دولنا الأضعف من تبدء البداية لصنع نهايات المخطط الذي لخبطت أوراقه المقاومة الفلسطينية في “غزة ” وموقف مصر الرافض كما تصوره المؤشرات والوقائع يرغم هول التضحيات الفلسطينية التي تجاوزت العشرة الاف وخمسمائة شهيد “10500” نصفهم من الأطفال وبقيتهم نساء وشيوخ مدنيين عُزل من غير المفقودين تحت الأنقاض ، جرائم حرب يصنعها الغرب الذي يدعي زيفاً بحقوق الإنسان والذي تنتفض اليوم شعوبه بعد ان تكشفت فداحة جرائمه الواقعة على الشعوب المستضعفة والمقهورة في العالم .
أن تتكشف خيوط المشروع الصهيوني النازي الغربي فذلك امر يجعل العرب والمسلمون شعوباً وحكومات برغم اهتزاز الثقة وتوسع عوامل التعرية بينهما لأسباب كثيرة لا يجب تناولها حالياً والخوض في ثناياها في وقت نحن بأمس الحاجة لتجاوزها مواجهة لمخاطر ذلك المشروع الذي يقضي على التواجد العربي والإسلامي السيادي في منطقتنا ويحوله الى ماض مندثر لا يحق حتى تذكره .
ومن المفارقات العجيبة أن الصهيونية العالمية قد أفلحت خلال كل الحقب والقرون الماضية التدليس على اليهود المنتشرون في اصقاع العالم ان ارض الميعاد هي فلسطين وفي الأصل هي ليست كذلك بل يُراد من تسويق ذلك المفهوم لغرض تهجير اليهود من اوطانهم الأصلية في دول الغرب التي ولدوا فيها وعاشوا وكانوا جزءً منصهراً في مجتمعها بهدف صناعة قوة كرأس حربة لتنفيذ مصالحهم فألمانيا النازية اليوم تحاول نفي المحرقة التي ارتكبتها بحق اليهود بارتكاب محرقة جديدة في غزة فلسطين عبر الاحتلال الإسرائيلي بما يرتكبه من محارق ومجازر في غزة وفرنسا تحاول مجدداً اثبات دعمها المطلق لربيبتها الأولى في ذات الوقت تطهر فرنسا من اليهود لما تشير اليه عقيدتهم ولما ترسخ في العقل الأوروبي عن خطورة اليهود عقدياً وارتباطهم بها وفهمها كما جاء في التوراة لهذا لجأ الأوروبيون الى صناعة الصهيونية والبحث لهم عن وطن بديل عن أوطانهم وجمعهم في ارض الميعاد المزعوم بعيداً عن فرنسا تلك الدولة الاستعمارية التي ارتكبت مجازر مماثلة في الجزائر وافريقيا بل استولت على ثرواتهم وافقرتهم ولازالت والزج بهم في حروب النفوذ التي تديرها فرنسا في منطقة الشرق الأوسط نيابة عنها اما بالنسبة لإيطالية فهي رديفة لموقف المانيا فالنازية والفاشية هما صناع المحرقة الأولى وشركاء محرقة اليوم في غزة أما أمريكا فهي صاحبة مشروع أحادي الهيمنة على الثروات والخلجان وما الاحتلال الإسرائيلي إلا ترس في ماكنتها التدميرية التي ترى فيه القدرة على تحقيق إعادة رسم حدود المنطقة مجدداً من خلال تقسيم مصر بتصفية القضية الفلسطينية بتهجير شعب فلسطين من غزة الى سيناء ومن الضفة الى الأردن وان هكذا مخطط سيمكنها من خنق مصر واضعاف دور قناة السويس . وهنا يتوجب على العرب ان يكون لهم القوة الرادعة سياسياً وعسكرياً لإفشال المشروع الغربي التي كما اعتقد بدأته المقاومة الفلسطينية في غزة بتعزيز دورها المقاوم أولاً فالمستهدف الحقيقي الوطن العربي والاسلامي برمته وبدرجة رئيسة مصر وارض الحرمين السعودية لما تمثلهما ، ذلك لمن يدرك وثانياً تعزيز دور مصر في التصدي لهذا المخطط ببناء القدرات الاقتصادية والعسكرية وثالثاً توحيد القرار السياسي العربي فالغرب وصل حد الوقاحة في التعامل مع دولنا وشعوبنا حد الاستهتار بدماء أطفالنا ونساءنا لذلك توجب الآن دون مواربة تجاوز كل تلك الترهات والخضوع والخنوع للغرب وامريكا فقوة وحدة قراركم في قمة الرياض لنصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته ليس بالشجب والإستنكار والتنديد بل بمواقف نصرة حقيقية باستخدام كل ماتملكونه من تأثير سياسي واقتصادي وعسكري فصفاقة الصهيونية العالمية تجاوزت كل الحدود بتفككم وعجزكم كما يتم تسويقه وأنتم ليسوا كذلك فاليوم المستشفيات تقصف عنوة ليعلن الصهاينة عجزكم امام شعوبكم فهل نتوقع من قمة الرياض بعد كل ذلك وكل تلك المجازر وكل تلك الوقاحة الغربية أن ترتقون إلى مواقف شعوبكم العربية والإسلامية وتتعضوا من نصرة الشعوب الغربية التي أجبرت بعض حكوماتها او ممثليها بالتراجع خطوة الى الوراء بل بالمطالبة بمحاكمة كل من ارتكب وشارك في كل تلك الجرائم بحق شعب فلسطين غزته وضفته وأقصاه مع العلم والله اليقين أنتم المستهدفون بأوطانكم فهل ستكون القمة في مستوى ذلك لقطع دابر المشروع الغربي الأمريكي الذي يستهدفكم .