قوات أمريكية في الجنوب قد تكون هدفا لصواريخ الحوثيين
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
كشف موقع ذا إنترسبت عن احتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكري وصفه بالسري والمحدود في اليمن، معتبرا أنه وجود غير ضروري يشكل عبئا على القوات الأميركية ويرفع احتمال تورطها في صراع جديد بالشرق الأوسط، يمكن أن تنجر إليه بفعل انخراط جماعة الحوثي في توجيه ضربات صاروخية باتجاه إسرائيل.
ولم يحدد الموقع عديد القوات الأميركية ولا مواقع تمركزها في اليمن، لكنه وصفها بالقتالية قائلا إنها تابعة لقوات العمليات الخاصة، وإن دورها يتمثل في ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة.
وفي مقارنة ضمنية مع تواجد قوات أميركية في سوريا والعراق، وما تتعرض له هناك من ضربات على يد الميليشيات التابعة لإيران، قال الموقع إن القوات المتمركزة في اليمن يمكن أن تخلق تعقيدات جيوسياسية، إذا ما توسعت الحرب بين حماس وإسرائيل.
وأضاف الموقع في تقرير حمل عنوانا“ الوجود العسكري الأميركي السري في اليمن يضيف لمسة جديدة إلى هجوم الحوثيين على إسرائيل”، أن ذلك الحضور القليل للجيش الأميركي على أرض اليمن الذي مزقته الحرب يثير شبح تعميق التدخل الأميركي في الصراع.
ونقل عن بروس ريدل، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية والخبير في شؤون منطقة الشرق الأوسط، قوله إن استخدام الصواريخ الباليستية من قبل الحوثيين يشكل تصعيدا كبيرا يهدد بإشعال حرب إقليمية في ظل تمركز للقوات الأميركية قريبا من بؤرة التوتر.
وقال تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة كوينسي،“ إن أفضل إستراتيجية لتجنب الانجرار إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط هي عدم وجود قوات بلا داع في المنطقة، وإعادة الجنود الموجودين هناك (في اليمن) الآن إلى الوطن”.
وورد في تقرير ذو إنترسبت القول إن حجما بصمة العمليات الخاصة الأميركية داخل اليمن زاد بشكل ملحوظ منذ سنة 2000 حيث أصبحت الولايات المتحدة تعتبر نفسها في حالة حرب هناك ضد العناصر الإرهابية، موضحا أن الحوثيين غير مدرجين كهدف رسمي لمهمة القوات الأميركية الموجودة هناك.
لكنه يستدرك بأن وزارة الدفاع الأميركة“ بنتاغون ”استخدمت السلطات المخولة لها في الحرب على تنظيم داعش لضرب الجماعات المدعومة من إيران في أماكن أخرى، في إشارة إلى سوريا والعراق.
وعقب بارسي بالقول“ يعتقد الرئيس جو بايدن أن القوات الأميركية الموجودة من قبل في المنطقة وتلك التي تم إرسالها حديثا تعمل بمثابة رادع ضد الهجمات التي تشنها إيران أو حلفاؤها… ولكنها بدل من ردع الهجمات ستمثل هدفا إضافيا للحوثيين والميليشيات في العراق”.
وقال بول بيلار، الزميل غير المقيم في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون،“ يجب على المرء أن يكون حذرا بشأن تفسير الهجوم الصاروخي الحوثي على إسرائيل كجزء من إستراتيجية كبرى لمحور إيران”، مضيفا أن“ الحوثيين على الرغم من الدعم المادي لهم من قبل إيران، فربما يتخذون قراراتهم الخاصة”.