معارك غز،ة الطاحنة ومقارنتها بواقعنا المرير
نجيب الداعري
معركة عنيفة تدور رحاها على الضاحية الشمالية الغربية لمدينة غزة براً وكذلك على سواحل ارضها المحروقة بحراً وزخات الصواريخ المتوالية جواً بقية الدخول اليها على مراى من العالم اجمع وترتكب تلك المجازر على اهل غزة الآمنين وتهديم منازلهم في محاولة لتهجيرهم وبحجة اجتثاث حركة الجهاد الاسلامي حماس وكل زعماء العرب ال22 لم يستيطعوا ادخال زجاجة ماء لأهل غزة رغم المسافة القريبة التي لا تتعدى الاربعة كيلو مترات والتي تفصل دولة مصر المجاورة عنهم ولكن الجبن والخزي سيظل وصمة عار في جبين الدول المجاورة لغزة والدول العربية والاسلامية عموماً التي جعلت من نفسها محل سخرية لدول العالم اجمع وستلعنهم الاجيال تباعاً
فقلوبنا جميعاً مع غزة واهلها ولا نملك لهم سوى الدعاء بالنصر والثبات
وهنا في بلدنا اليمن التعيس تدار معركة لا تقل شأن عن حرب اليهود الاسرائيلي لسكان غزة والفارق بين تلك المعركتين ان هناك تدار معركة سياسية عسكرية بين اليهود والمسلمين وهنا تدار معركة سياسية اقتصادية عبثية بين المسلمين وولاة امرهم في هرم السلطة العليا وحاشياتهم بكل مسمياتها..
معركة غزة يبحث مقاتلوها عن الشهادة الخالصة لترتقي ارواحهم الفردوس الاعلى في جنة عرضها السموات والارض برفقه الانبياء والصديقين
والمعركة الدائرة هنا في بلدنا بين المواطن وولاة امره وينال فيها المواطن الوعود الكاذبة بتحسين وضعه الاقتصادي والمادي وهلما جرررررر….
معركة غزة رجال صامدون دفاعاً عن وطن وارض تدعى فلسطين مسرى النبي صلى الله عليه وسلم
والمعركة في بلدنا هنا تدور بين المواطن و اشباه الرجال الذين يعتلون سلم الرفعة والعلو ووصلوا الى تلك المكانة بالدعس والسير على ظهور الغلاباء المظلومين..
معركة غزة العزة حرب شنها بنو اسرائيل على المسلمين الذين ينادون ويجاهدون بقية عدم تدنيس المسجد الاقصى من ابناء الخنازير اليهود
ومعركتنا هنا في بلدنا حرب يشنها ساسة القوم على رعيتهم الذين ينادون بتحسين الخدمات من ماء وكهرباء وصحة واتصالات وطرقات واسعار سلع وصرف عملة وغيرها من المطالب ويدعون الى تحقيقها ممن تخلوا عن مبادئهم الدينية والدنيوية
معركة غزة ليست وليدة اليوم بل على مدار 16 عام وغزة محاصرة ويحصل فيها من التنكيل والتهجير والاعتقالات لسكانها الذين اصروا على البقاء والدفاع عن ارضهم وكرامتهم وما نشاهدة اليوم من دمار وقصف صهيو امريكي على غزة وهدم المنازل على رؤوس ساكنيهاإلا تكملة لتلك الانتهاكات التي اصبحت واضحة للعالم باسرة….
ومعركتنا في بلدنا على مدار الثمان سنوات بعد التحرر لم تكن بعيدة من عقوبات اليهود على ابناء غزة وفلسطين فعلى مدار السنوات العجاف الماضية مارس ساسة القوم اشد انواع العذاب على رعيتهم وهدموا بكل آمالهم على رؤوسهم وحطموا كل امنياتهم وتخلوا عن كل وعودهم ومسؤولياتهم تجاههم…..
غزة وان دارت فيها المعارك وسقط ابناءها الشرفاء ضحية صمت الحكام العرب فسيخلدهم التاريخ على الارض او يرتقون شهداء عند. رب السموات والارض
ولكن بلدنا وبعد انقضاء المعارك قبل 8سنوات ,,, ترى ماذا عمل قادتها ومرؤوسيها ممن اعتلى عرش المسوولية فالجميع يعلم بان من تولى امر من امور ابسط المرافق الحيوية لخدمة مواطنيه الشرفاء الصامدون ضد القهر والجوع والفقر والحاجة وللاسف الشديد استغل ذلك المنصب لاغراض عبثية همجية فردية وهنا سيخلد لهم التاريخ تلك ااعمال المخزية الشنيعة وستلعنهم الاجيال تباعاً….
شتان بين غزة الارض المحروقة وبلدنا التعيس
فغزة العزه والشجاعة صامدة ضد العدو الصهيوني وتقاتل لقضية عادلة وهي الدفاع عن الارض والعرض من المغتصب الغاشم ومحاولة للتحرر من المستعمر البغيض الذي ينهش بضرباته الصاروخية ليلاً نهاراً وحول تلك الارض الى مقابر جماعية اغلبهم من النساء والاطفال في ظل صمت عربي اسلامي دولي وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولكن في بلدنا. صراعنا. لم يهدف الى البحث عن الامن بل صراعنا مع ولاة الامر الذين عاثوا في الارض الفساد ولم يعوا حتى اللحظة بان الشعب رغم صموده الإ ان قواه ستنهار في اي لحظة ولن يقوى على توفير ابسط الاشياء الضرورية,, فما الفائدة التي حصل عليها المواطن من ولي امره طوال السنوات الماضية حتى اللحظة؟؟؟
مواطني غزة ناشدوا حكام العرب بفتح معبر رفح الحدودي مع مصر لدخول المساعدات الانسانية واخذ جرحاهم فقط ولم يطلبوا السلاح او العون لانهم يعلمون يقيناً بان العروبة قد ذهبت مع صدام حسين رحمه الله
بينما مواطني بلدنا الحبيب طالبوا وناشدوا ولاة امرهم تحسين وضعهم المعيشي وتوفير الخدمات ولكن تخلوا عن تلك المسؤولية ورمو بشقها الاول على شركات الصرافة لمحدودي الدخل ونصفها الآخر على المنظمات العاملة والتي شغلت الحيز الاكبر في تغطبة النقص الغذائي بصرف المعونات..
اذن نقول
اين هو دور المسؤولين وولاة الامر طوال ال8سنوات الماضية ؟؟
اين هي انجازاتهم العملاقة في مجتمعهم؟؟
اين هي مشاريعهم الخدمية؟؟
اين؟؟ واين؟؟ واين؟؟
اسئلة كثيرة تبحث لها عن اجابة! !!!
في رعاية الله وحفظه
