اين كنتم عندما ضاع التعليم ؟
فهد العكمة
إن لم تكن قضية التربوية والتعليمية قضية مجتمع بمختلف طبقاته وشرائحه قبل أن تكون وظيفة أو تجارة لجهة مسؤولة، تتعاطي معها حسب المتغيرات الطارئة ، فان من الطبيعي أن يتأثر التعليم بجاذبية قوة وضعف بما يدور من حوله وهذا ما يشهده التعليم من تراجع ،
فالبناء الجيد يعتمد على قواعد صحيحة لضمان سلامته ومتانته ، ويعد غياب قاعدة عيبا في قوته ويشكك في الاستفادة الكاملة منه فما ينقص التعليم تلك الأركان ليستقيم ، ويقوم بدوره في تحريك عجلة التنمية . ولهذا فالمعلم ليس الوحيد المسؤول عن التعليم في ظل غياب الأسرة و المجتمع والدولة لكن السؤال الذي يضع نفسه، اين كان المجتمع عندما ضاع التعليم ؟
إن دور المجتمع غَدا تجاه التعليم يراقب إحتضاره أو كأنه يشاهد مباراة لكرة القدم ويشجع الخصم دون أي مبالاة بما يحاك حوله من المؤامرات للقضاء عليه كمحور رئيسي لمقومات البناء والتنمية ، فلا مبادرات فعلية للنهوض بالتعليم و لاحملات او اوقفات مساندة من المجتمع تعكس ظروف رداءة الحالة التي وصل لها التعليم كمؤشر رسالة للمجتمع الإقليمي والدولي تُحذر المساس بالتعليم وأهميته بالنسبة للأجيال، بل الملاحظ من المجتمع أنه يضرب المقارنة بين المعلم ومهنته كغيره من أرباب المهن معتبرين ان التعليم كخدمة عادية لا قيمة لها فأن ضاع التعليم فأين دوركم انتم كمجتمع ؟