الفاسد في ثياب الواعظين

شوقي السقاف

الفساد مثل الفيروس يوجد في البيئة الصالحة لتكاثره، كما إن الفيروس يوجد في الجسم الضعيف قليل المناعة، فإن الفساد ينتشر في البيئة ضعيفة القوانين وقليلة الرقابة. المحاسبة لفساد انواع- سياسي-اقتصادي-مالي-اخلاقي-وغلب الفساد السياسي والمالي على كل أنواع الفساد اما الفساد الأخلاقي فيمارس يومياً نتعايش معه في كل مكان بعد ان انهارت المنظومة الاجتماعية تحت ضغط الفساد السياسي الذي اثر في منظومة القيم الاجتماعية وذلك لضعف بيئة القوانين وانعدام المحاسبة والرقبة.

وعندما يلبس الفاسد ثياب الواعظين وينسى نفسه، وهؤلاء منهم كثير في مجتمعاتنا العربية، ستجد الوزير او المسؤول او الفاسد السابق المنافق يتحدث مثل الملاك وينتقد الفساد ويقدم رؤى عميقة للمشكلات وحلولاً عبقريه بل أن بعضهم اصبح يقدم نظريات في الاخلاق والفضيلة ومحاربة الفساد ويتحدثون في الطهارة والشرف ويقدمون أنفسهم في ثياب الناصحين، في عالم السياسة من الصعب أن تعثر على سياسي يقول الحقيقة، والسياسة بطبيعتها تحمل المناورة والكذب واحياناً الازدواجية ؛ لكن عندنا زاد عن حده وتخطى المسموح به عالمياً ومحلياً.

المحاضرات ولم يأتي المحاضر ويتم اشعار الطالبات والطلاب بان المدرس لن يأتي لمحاضرة اليوم وعندما يطلب الدكتور عمل فحوصات وتحاليل انت في غنى عنها بحجة الاطمئنان لهو الفساد بعينه حيث وجد بيئة صالحه له فتكاثر في كل مكان.

أن الفساد ليس له وطن ولكن له حاشية من ملوك وامراء ووزراء ومنافقين تجدهم في كل مكان في ثياب الواعظين.

في النهاية يبقى السؤال هل وجود هيئة مكافحة الفساد لحرصنا على مكافحة الفساد ،أم انه من لزوم ديكور الحكومات حتى يقال ان هذه الحكومة لديها هيئة مكافحة الفساد وتنبيه الفاسدين ان الريحة بدأت تفوح فعليهم أن يستروا انفسهم؟!

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com