اما آن الأوان لنقول لهم كفى إذلال لشعب الجنوب
احمد عقيل باراس
في وجه كل الظروف والتحولات العميقة بما فيها العنيفة منها حتى أتت هذا القوى الهجين اخيراً لتنجح في النيل من شعب الجنوب وتتمكن من اذلاله بان جعلوا منه كقطيع لا يبحث سوى عن لقمة العيش وعن توفير الخدمات وليحققوا في سنوات وجيزة ما عجز عن تحقيقه مجتمعين بريطانيا والحزب الاشتراكي وصالح طوال سنوات حكمهم التي امتدت لما يناهز المئة والثمانون عام وليتمكن هذا الخليط الهجين وغير المتجانس وبالتفنن في اختلاق الأزمات وفي البحث عن كل ما يؤذي الناس وبالتضييق عليهم في لقمة عيشهم يتمكن هذا الخليط أخيراً من ايصال هذا الشعب العظيم إلى مرحلة الاحباط والقبول بالفتات وبتحقيق ولو نصف الأحلام فقط .
اننا وبعد مضي اكثر من ثمان سنوات من الحرب ومما نسميه سيطرتنا على ارضنا منها اربع سنوات من المناصفة في الحكومة واقل من ذلك من التشارك في مجلس القيادة بعد مضي كل هذه السنوات لا نجد اليوم امامنا غير تسويق الوهم للناس والجري وراء شعارات لم يتحقق منها شيئاً حتى الان فلا تمكن الاخوان ومراكز قوى الشمال من الاتيان باليمن الاتحادي المنشود كما بشرونا به وسوقوه لنا ولا استطاع الانتقالي ترسيخ مداميك دولته الجنوبية المنشودة التي يسعى الى تحقيقها او على الاقل توضيح معالم تلك الدولة التي نريدها ورفعنا شعار استعادتها منذ البداية وكل ما استطعنا الحصول عليه ان ادخلنا في متاهة لا أول ولا آخر لها وكلما خرجنا من مرحلة أو انتهينا من أزمة ندخل في مرحلة جديدة وازمة جديدة وبعد أن كان سقف توقعاتنا في البداية كبيراً جداً تبددت احلامنا شيئاً فشيئاً مع الواقع المرعب الذي وجدنا انفسنا نعيشه لدرجة اننا نضحك اليوم في دواخلنا عندما نستعيد شريط ذكرياتنا ونقارن ماكنا نحلم به بما ال إليه حالنا فمن قبل وحتى في اوج الايام الصعبة التي عشناها لم يكن يخالطنا ادنى شك بتحسن الاوضاع وكنا نعتقد انه وبمجرد توقف أصوات المدافع والرصاص ورحيل الحوثيين عن ارضنا ستتحول عدن إلى دبي وتتحول الحوطة وزنجبار والضالع إلى مدن لا تقل من حيث الاهمية عن أي مدينة في أي بلد اخر من بلدان الخليج المجاورة لنا ولم نكن نتخيل أو يخطر لنا ببال هذا الواقع الذي نحن عليه الان ولا أن يصل بنا الحال لان يصبح مجرد التفكير في اعادتنا خدماتيا فقط إلى ما قبل العام 2015م ضرب من ضروب الخيال والعودة بالأوضاع خدماتياً أيضاً فقط إلى ما قبل العام 2011م اشبه بالحلم المستحيل ونصاب بالصدمة والذهول عندما نرى وبعد كل هذه التضحيات اننا نحن من لملم شتات الشرعية الهاربة واوجد لها موطئ قدم في ارضنا ونحن من اعاد وبعث لمنظومة الحكم السابقة في الدولة العميقة الحياة لتستعيد سيطرتها على مقدراتنا مرة أخرى وتسلبنا قرارنا واننا نحن من نعمل على التأسيس لإعادة احياء الدولة المركزية وتخلينا عن كل مكتسباتنا في البعد عن المركز لدرجة ان اصبحنا أدوات جديدة رخيصة بيد منظومة الحكم السابقة في الدولة العميقة التي حافظنا على مصالحها.
فإلى اللحظة لا نستطيع نسيان منظر اطقم الامن العام والحزام الامني تعتليها اعلام الجنوب وصور الشهيد أبو اليمامة وهي تدك اسوار احد المواطنين لتمكين متنفذ من الارض التي اغتصبها في مصعبين وبتوجيهات عليا ولا نسيان استماتة الحكومة والسلطات المحلية مؤخراً بعدن للحيلولة دون تنفيذ احكام القضاء لكونها في غير صالح نفس المتنفذ ولا نستطيع نسيان وهم وكذب شعار محاربة الاخوان والمنظمات الارهابية الذي نرفعه ونتشدق به في عدن بينما نحن من يسمح وعلى اعلى المستويات لهذه المنظمات والتنظيمات التي نسميها ارهابية بإعادة فتح مقراتها وتسهيل عملها بل والذهاب بعيداً وبلا ادنى خجل إلى الوقوف جهاراً نهاراً في وجه كل من يحاربها لنصبح في نهاية المطاف ونحن نبحث عن وطننا المفقود وبعد كل هذه التضحيات والدماء التي خسرناها وما خلفته هذه الحرب من دمار ومن ايتام وجرحى ومفقودين مجرد اجرأ عند شركات اولاد هائل سعيد وحماة وراعين لكل ناهبي ومصاصي دماء شعب الجنوب.
واخيراً وبالرغم من كل ذلك ومن كل تجليات هذه الصورة السوداوية التي نحن عليها اليوم فان شعب الجنوب شعب عظيم وان حصل ووهن أو مرض لكن لا يموت ومن اخرج بريطانيا العظمى وصمد في وجه صالح القوي وتكسرت امامه احلام الحوثيين التي لا حدود لها لن يعجزه ما سواهم لا دولة عميقة ولا منظومة حكم فاسدة وكل ما نتمناه من قياداتنا ان تتوقف عن التماهي مع من يعمل على افقار شعبهم وكسر ارادته وندعوهم إلى العودة لمبادئ الثورة الجنوبية الثانية التي مثلوها وفوضناهم على تحقيقها والعمل على استعادة القهأ وتكريسها في حياتنا جميعاً قولاً وسلوكاً وعملاً فقد أصبحت تجربتنا اليوم على المحك فاما ان يخرجونا مما نحن فيه من ماسي وينتصروا لشعبهم وهذا ظننا فيهم واما ان يهووا بنا الى قيعان سحيقة ونفق مظلم وهذا مالا نتمناه لانه ان حصل فلن نخرج منها ولن تقوم للجنوب بعدها قائمة وعندها ستحل عليهم وتلاحقهم لعنات هذا الشعب الصابر وسيسجل لهم التاريخ أنهم اضاعوا فرصة ونصراً كان قريباً جداً منهم .