الرحيل أشرف من البقاء على حساب معاناة الاخرين
محمد علي الطويل
الناس ضحوا بأبنائهم في الحرب العبثية وتحملوا الكثير والكثير خلال تلك الحرب التي طالت تأثيراتها كل شيء وقاوموا بكل السبل من اجل البقاء على قيد الحياة خلال أعوام على أمل ان تتحسن الأوضاع ويتنفسون الصعداء إلا ان الحكومات المتعاقبة لم تحقق شيء يذكر بل ان كل واحدة اسوى من سابقتها
الواقع المعاش يتحدث عن نفسه ويؤكد اخفاق حكومة معين عبد الملك وعدم قدرتها على القيام بواجباتها الحقيقية تجاه الشعب في المناطق المحررة ولا يختلف اثنان على ان الأوضاع لا يحسد عليها فالاقتصاد منهار والغلاء فاحش والخدمات متدنية والفساد مستشري وهذا خير دليل على الفشل
ولا مبرر للصمت المخزي من قبل مؤسسة الرئاسة التي يفترض ان تقوم بتغيير الفاشلين في بداية فشلهم ولأتقبل بقائهم ساعة واحدة طالما والفشل حليفهم
كذلك البرلمان الذي يعد (السلطة التشريعية ) الذي يجب ان يكون له موقف صريح أيضا التحالف العربي الذي تقع على عاتقه مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه بلد وضعها تحت البند السابع .
لم تشفع للناس تضحياتهم الجسام بفلذات اكبادهم وصبرهم الطويل على العناء بل ان من صعدوا على أشلاء أولاد الفقراء الذين سقطوا في الحرب ووصلوا إلى كراسي السلطة تنصلوا عن صميم مهامهم وضربوا بكل تلك التضحيات عرض الحائط وعملوا ومازالوا يعملون على تطوير الذات وترتيب امورهم الخاصة المتمثلة في امتلاك الفلل في مدن العالم وتعليم أولادهم في أرقى مدارس وجامعات الدول العالمية.
بتقديري ان المعاناة بلغت ذروتها ولم يعد الناس قادرون على تحمل استمرار الأوضاع على ماهي عليه وبرأيي ان الحكومة فاشلة والفاشل لا يحقق نجاح والامر يتطلب تدخل الرئاسة لتقوم بتغيير هذه الحكومة فالناس لم يعد يهمهم المحصصات السياسية بل يبحثون عن من ينتشلهم من واقعهم ويعمل على تخفيف معاناتهم
فالعقل والمنطق يقولان ان من لا يستطيع ان يقدم للناس شيء رحيله اشرف من بقائه على حساب معاناة الاخرين .