طــــــال ـ حلم شعب…
حسين السليماني الحنشي
حين اراد الشعب أن يحلم بعيش هنئ وأمن وأمان، لم يتركه الفسدة أن يحلم فقط…
وهو أيضاً لم يشاهد العالم، ومنجزاته وما وصل إليه.
كانت فقط صورة تتكرر في مخيلته، لا تصل إلى الواقع ، حيث يعتبرها ضربا من الخيال، من خلال ما يسمع من عالم حديث…
فراوده السؤال ، ما الموانع التي تمنعنا من إلحاق بهم؟
نعم ، كانت الشعوب تتطلع الى عالم مثالي حين يتحدث أهل النظريات والفلسفات وأهل الكلام؛ فأصبح واقع تعيشه بعض الأمم .
كان في خبايا هذا العالم ؛ “فساد” صغير كغيره من الشعوب؛ *لكنها شعوباً أصبحت مثل ـ الحليب ـ ناصعة البياض، اذا وقعت به القذارة يراها الجميع!*
*أي أنهم مجتمعات شبه خالية من الفساد المالي والإداري .*
وحين تقارن بين من يحكمنا ويحكم تلك البلدان؛ لاتجد التعايش بين المفسد والنزيه، على عكس ما عندنا، فهي تعيش تلك الأصناف المتطفلة ، ويقبلان بعضهما البعض…
لكن كبار رجال الدولة ورجال الأعمال مراقبون من الصحافة النزيهة، وكثير من تلك الشعوب ترفض تماما المساس بالخدمات، وجميع المصالح عندهم خاضعة للمراجعة، من أجل تطويرها لتصل بهم الى منصات التتويج بلقب المراكز الأولى في خدمة مجتمعهم .
فنحن في مجتمعاتنا مع صراع محتدم ليس مع الفاسد الذي اهلك الحرث والنسل والذي يمسك بزمام الأمور ، بحسب ولكن مع “المطبلين” الذين قالوا : ليس من العدل ابدأ ان تحكموا على قضية وطنية من أجل فساد واحد، وليس منطقيا منع هؤلاء (الفاسدين الجدد بثياب مستعارة …) لكن في اليوم التالي استفاق الشعب بأعمال فساد يظن أنها اندحرت منذ فترة طويلة!
كما يسوق لنا مركز التطبيل الداخلي تحت قيادة الفساد، مع مركز فساد القرار الدولي للأسف .اننا نعيش عالم يدعم الحريات ويشجع على التسامح والعفو والمحبة بين الشعوب، بل ويعمل من أنها الاستبداد السياسي والقمعي والدكتاتورية، وكل ادوات الظلم والجور ، الذي يمارس نحو الإنسان الآخر المغلوب، ولم يستفيق الشعب من النوم حتى وجدوا ان رجال الدولة التي فرضت على الشعب من قبل (حامي الحقوق)((الأمم المتحدة ، ومجلس الأمن)).
إن من شيدوا الأوطان ودافعوا بجدارة عن الوطن، فهم اليوم أما خونة أو ماتوا في سبيل تحقيق الإنجازات لخدمة المجتمع.
ولم ينسى التاريخ والشعب تلك الكوكبة النادرة !.
بينما يقدم لنا الفاسدين اعمالهم اليوم (كقالب الحلوى المغطاة بالشكولاته المزين بشعار الناجحين الأولين) .
لكن لايعلم الكثير من الشعوب ما وضع بوسطها ؟
نادى المناضلون والمفكرون ورجال السياسة المخلصين؛ لكن كان السمع معطل عند كثير من أبناء الشعب، نتيجة التطبيل، فقد وضعوا لنا في ذلك الطبق المميز “روثة”صغيرة، لانعلم من اي الحيوانات النجسة جمعت لنا .
ووقف المطبلون يشعلون النار بالإحتفال، حتى لانرى أو نسمع صوت من ينادي وينذر ؛ كان قد تم الدفع مسبقا لعدم وجود العقول التي نهتدي بها في ظلمات الليل …
*فنصبوا لنا غش هزيل يسقط ويخترق ويحترق ومعه الشعب والوطن في كل لحظة…*
إن انتكاس العملية السياسية التي تحكم البلاد، تأتي من الأفكار السقيمة التي طغت على رموزها ومؤيديها من أفراد الشعب، للأسف الشديد.
وكل هذا أدى إلى تدهور البلاد من الفساد المنتشر بلا خجل في مفاصل الدولة سابقاً، وإن كان يبدوا قليلاً في الماضي ، فكيف بفساد اليوم الذي عمّ الشجر والحجر والجو والبحر ؟!
إن ما وصلنا إليه اليوم من فساد لايتصوره أحد يعيش ببلدان العالم الثالث!
فكيف بمن يعيش في العالم المتحضر ؟
إن واجبنا أن نضع من ضيّع البلاد من الأولين و الآخرين حيث وضعهم ـ التاريخ ـ وان نسقط تلك الأجسام المجسمة من عقولنا، ومن شيدوا لها المراكز ليحرفوّن الشعب عن تقدمه وتطوره.
*إن الخروج من أحلام اليقظة والنوم المتقطع ، إلى الواقع، وأخذ الدروس ممن بنوا الأوطان؛ لابد أن يتحلى بالصبر والمثابرة، حيث كانت بعض مدننا منارة في الإنجازات الكبير على كافة المستويات، وإن كان ما عليها من ملاحظات في الماضي، حيث كان حاكمها حاميها وحارسها الأمين،* *ولم يكن حاكمها حراميها يعيش ويتعايش مع المفسدين.*