جنوب الخلافات!
عمر الحار
عميقة ومتجذرة خلافات جنوب اليمن ، وشديدة الانسداد والآفاق ، وكأنها غير قابلة للحلول .
فكلما تولت جهة لعنت اختها ، لدرجة الشعور بالملل من حصر تاريخ خلافاتهم المتخذة طابع جهوي معروف ونسخة شبه متطابقة لتفاصيل احداثها منذ العام 67م الى اليوم باستثناء تجديد قوائم الضحايا في كل مرحلة للصراع .
وتستفحل الخلافات في جنوب وتبلغ ذروتها مع حلول كل ذكرى للاحتراب ، وهناك سلوك عدائي طاغٍ ومتحكم في تصرفات الطامعين الاستفراد بالجنوب واحتكاره سلطةً وثروةً واسما وعلى طريقة الاسلاف منهم دونما قدرتهم على استيعاب حجم المتغيرات المهولة التي طالت حياة الانسان اليوم وهم في غفلة عنها لتوقف عقلياتهم على حقب من السياسة والتاريخ والايدلوجيا قد آفلت واندثرت وطواها النسيان في العالم الرقمي المعاصر للانسانية . ولم تختلف انماط تفكيرهم وادارتهم للصراعات والخلافات البينية الحديثة عما سبقتها من اشكال ووقائع مثيلاتها في الحقب الاخيرة من القرن العشرين والمكتوب تاريخها بالدم .
وتظهر فيضانات كتاباتهم وطنين ذبابهم الاكتروني مع حلول كل ذكرى للمواجع تمترسهم في مربعهم العدائي القديم والمتجدد ، وادعائهم بالباطل الوصاية على الجنوب وهو مفتاح ابواب كل الخلافات والصراعات التي شهدها في مراحل الحكم الشمولي والوحدوي وسيظل العداء قائما بين اهله طالما وهناك من يفكر بهذه العقلية العقيمة التي تقف خلف تجربة فشل نظام الحكم والاصرار على اعادة انتاجها اليوم وان تغيرت نعومة حياتهم و ملابسهم .
و يطلقون على مظالمهم توصيفات ما انزل الله بها من سلطان ومجافية لحقائق الامور على الواقع ، كعادة فجورهم في الخصومة ، و في مغالطة واضحة لانفسهم وللتاريخ فذكرى الانتصار للوحدة من الاحداث الوطنية في اليمن التي لا تخلو من الغبن في طبيعتها في كل محافظات الجمهورية ، وان يتحمل وزرها الرفاق لتقوقع عقلياتهم السياسية وعجزها عن التعاطي مع متغيرات الواقع الوحدوي الجديد في اليمن .