وضع الكهرباء
القاضي عبد الناصر سنيد
الجو عندنا في هذه الأيام عبارة عن حمام تركي ساخن او ما يعرف بالساونا فالجو كل يوم تقريبا يزاد سخونة في الوقت الذي تقوم فيه الإدارة العامة للكهرباء بالحفاظ على الصحة العامة للمواطن عبر برنامجها الرياضي اليومي المعروف باسم طفي لصي .
ما يعجبني في هذا البرنامج الرياضي الأثارة الذي تدخلها الإدارة العامة للكهرباء مشكورة الى حياتنا فحال ما تنطفي الكهرباء يبدا الجميع بالجري هذا يشغل المأطور وهذا يطفئ الثلاجة وذاك يقلب مفتاح الكهرباء السكين وهناك من يمعن النظر في ساعته اليدوية ليعرف منى طفت حتى يقدر الوقت الصحيح لعودة التيار الكهربائي.
المضحك أن هذه الحكومة تحب الفكاهة لدرجة تذهب العقل فهي تقوم سنويا بإسعادنا وادخال السرور الى قلوبنا بإلقاء النكات وان كانت فظيعة على غرار مزحة الموازنة العامة التي يقوم فيها جهابذة الاقتصاد في هذه الحكومة بإعداد هذه الموازنة و السهر على دقة تفاصيلها من بنود وملحقات والأهم الارقام.
فتساءلت ويانصيب الكهرباء في هذه الموازنة هل ستقوم هذه الحكومة باعتماد بناء محطه كهرباء مرموقة بقوة 400. ميجا وات على الأقل تناهز قيمتها السوقية مبلغ وقدره 400. مليون دولار او ستكتفي هذه الحكومة بشراء الديزل بمبلغ يفوق ال 800. مليون دولار او ان هذه الحكومة ستقوم بشراء الطاقة الكهربائية بأضعاف هذا المبلغ من حراج الكهرباء.
أن شراء الديزل هو المشكلة وليس الحل؟ لأن شراء الديزل وبكميات محدودة يؤدى إلى نفادها بذات سرعة الشراء مما يودي الى مط ساعات انطفاء التيار الكهربائي كما أن الطاقة المشتراة ليست حلا فهي لا تقدم خدمه دائمة إنما تقدم حل مؤقت واسعافي بأسعار فلكيه.
اذن ماهو الحل؟ هل بناء محطات كهربائية بقدرات توليديه عالية هو الحل؟ أو التضحية بالشعب هو الحل المثالي والارخص؟ فوجدت أن الحكومة قد اختارت التضحية بالشعب
لا أدري هل يفترض بنا أن نحزن؟ أو هل يفترض بنا أن نبكي ؟ الأمر سيان لهذه الحكومة فلن يغير ذلك من جلدها شيئا فهي ستقوم كالعادة بإطفاء الكهرباء ونحن سنقوم كالعادة بالدعاء عليها و ستشتعل الاقلام كالعادة في الكتابة عن ذات الموضوع الى أن ينتهي الصيف……..و تستمر الحكاية.