هجوم إخواني كبير على الإمارات وسط نذر تصعيد جديد في حضرموت
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
شن رئيس حزب الإصلاح في مأرب مبخوت بن عبود الشريف السبت هجوما عنيفا على الإمارات التي اتهمها بتشجيع مكونات وتمويلها لتمزيق اليمن وفصل جنوبه عن شماله.
وقال بن عبود، في ندوة سياسية نظمها الحزب، إن “الانفصال يعد اليوم تحديا كبيرا يواجه اليمنيين.
وأشار بن عبود إلى أن التحديات تتمثل في التدخلات الخارجية السلبية، وعدم تحقيق أهداف تدخل التحالف السعودي – الإماراتي في اليمن، إضافة إلى صنع تشكيلات ميليشياوية خارج وزارتي الدفاع والداخلية. واعتبر أن الوحدة اليمنية مثلت نقطة مضيئة في تاريخ اليمن الحديث، والمنطقة العربية، وإن اعترى مسيرتها بعض الأخطاء كحال أيّ تجربة إنسانية، ما فرض حوارا شاملا تمثل في مؤتمر الحوار ومخرجاته في النظام الاتحادي لحل تلك المشكلات، وإعادة الوحدة إلى مسارها الصحيح.
ويأتي الهجوم الإخواني على الإمارات بعد اشتباكات عنيفة جرت بالقرب من منطقة صافر النفطية في شمال مأرب بين مقاتلين ينتمون إلى قبيلة الدماشقة التابعة لقبيلة عبيدة، الموالية لـ”المقاومة الوطنية” التي يقودها العميد طارق صالح، وقوات تابعة لحزب الإصلاح.
وذكرت مصادر يمنية أن الاشتباكات التي يخشى من تجددها، جاءت على خلفية إقدام قوات من “اللواء 23” بالاعتداء على أربعة من أبناء من قبيلة الدماشقة، الأمر الذي استدعى حالة من الاستنفار لدى عناصر القبيلة التي استقدمت تعزيزات لمواجهة اللواء الإخواني.
ويشير مراقبون إلى أن حزب الإصلاح الذي وجد نفسه على هامش الأحداث وفقد نفوذه العسكري في العديد من المحافظات يحاول اليوم إعادة خلط الأوراق من خلال القيام بعمليات استفزازية في عدد من المناطق التي تتواجد بها فصائل يمنية محسوبة على الإمارات وبينها المقاومة الوطنية.
ويلفت المراقبون إلى أن الحزب الإخواني يخشى من خسارة مأرب، كما حصل بالنسبة إلى محافظة شبوة العام الماضي، لاسيما في ظل حديث عن توجه مجلس القيادة الرئاسي إلى نشر تشكيلات عسكرية بقيادة طارق صالح في مدينة مأرب.
ويرى المراقبون أن الحزب يعمد اليوم إلى استباق أيّ سيناريو قد يقود إلى خروجه من مأرب عبر إثارة التوترات مع قبائل موالية للمقاومة الوطنية. ويسيطر عناصر الإصلاح على مدينة مأرب.
ويتزامن الاستفزاز الإخواني في مأرب مع نذر تصعيد في حضرموت، لاسيما بعد التعيينات التي أصدرها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي التي تهم وادي وصحراء حضرموت، حيث تتواجد المنطقة العسكرية الأولى التابعة للإصلاح.
وجاءت تلك التعيينات التي أعلن الحزب الإخواني عن رفضه لها بعد زيارة قام بها العليمي إلى الإمارات، ومن بينها تعيين القيادي في قوات “النخبة الحضرمية” المقرّب من المجلس الانتقالي العقيد الركن عامر عبدالله محمد بن حطيان، أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى، خلفا للعميد يحيى أبوعوجاء، المحسوب على الإصلاح.
ويرى متابعون أن جماعة الإخوان تعاني حالة من التخبط واليأس وهو ما ينعكس في هجومها على الإمارات وفي فتح أكثر من جبهة مع مكونات السلطة الشرعية أي المجلس الانتقالي الجنوبي، والمقاومة الوطنية، وهو ما لا يخدم جهود الوحدة التي تزعم الجماعة رغبتها في المحافظة عليها.
ويلفت المتابعون إلى أن الجماعة لم تتنكر فقط لجهود الإمارات في المواجهة مع الحوثيين، بل وأيضا للسعودية، وهو ما انعكس في الإعلام الإخواني الذي ذهب في خطابه حد الزعم بوجود تخادم “سعودي – حوثي”.
وتشن قناة بلقيس الذراع الإعلامية لإخوان اليمن هذه الأيام حملة ضد السعودية من خلال الاستعانة بـ”محللين” دورهم التشكيك في نوايا المملكة، على غرار رئيس دائرة التوجيه المعنوي سابقا اللواء محسن خصروف الذي وصف دور التحالف العربي بالهدام في اليمن.
وقال خصروف للقناة الإخوانية “إن الفكرة الجوهرية لعاصفة الحزم هي استعادة الدولة اليمنية المختطفة من خلال انقلاب عسكري، ولكن مرّ عام ولم نلمس إنجازات في الميدان غير ما حدث في البداية من تحرير لعدن، ووصول الجيش في مأرب إلى مشارف صنعاء”.
وأضاف “فجأة تحوّلت عاصفة الحزم إلى نشاط إقليمي هدَّام، داخل اليمن، بدلا من دعم الجيش الوطني لمحاربة الميليشيا والانتصار للدولة، أصبحنا نرى قوة في الساحل وقوة في لحج وقوة في صعدة، بمسميات لا علاقة للجيش الوطني بها”.