كيف ترعى السعودية خطوات الانفصال وتفكيك اليمن؟

المشهد الجنوبي الأول – خاص

لم تكن التحركات التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي بضوء أخضر إماراتي فحسب بل كانت أيضاً بضوء أخضر سعودي، الأمر الذي يؤكد أن الرياض لا تمانع في أن يتفكك اليمن بل إنها أصبحت اليوم عاملاً رئيسياً في تغطية هذه التحركات وشرعنتها.
يقول مراقبون إن وصول عيدروس الزبيدي على متن طائرة إلى مدينة المكلا كان بموافقة سعودية، بدليل أن تحركاته السابقة قوبلت برضى وترحيب سعودي بدءاً بسماح الرياض بعودته إلى عدن بعد 6 أشهر من إخضاعه للإقامة الجبرية في أبوظبي ومن ثم لقاء السفير السعودي به في قصر معاشيق إلى جانب رشاد العليمي أواخر أبريل الماضي، بعد عقد الانتقالي ما أطلق عليه لقاءه الجنوبي الجنوبي الذي نتج عنه انقلاب 2 من أعضاء المجلس الرئاسي وانضمامهم للانتقالي كنائبين للزبيدي في رئاسة الانتقالي المنادي للانفصال، فيما هم جميعهم نواب للعليمي، حيث كانت تلك الزيارة متزامنة مع مخرجات لقاء الانتقالي التي أعلنت العمل على الانفصال عبر ما سمي الميثاق الوطني الذي لم يجد أي موقف رسمي سعودي واضح منه إضافة إلى التزام العليمي الصمت إزاء ما حدث وكأن هناك ضوء أخضر بالموافقة على بدء العمل لتفكيك اليمن.
مؤشرات أخرى تدل على وجود الضوء الأخضر السعودي لتفكيك اليمن، منها صمت كل أعضاء المجلس الرئاسي المشكل سعودياً فكل من أتت بهم الرياض لهذا المجلس من طارق صالح إلى عثمان مجلي فسلطان العرادة وعبدالله العليمي باوزير جميعهم التزموا الصمت وكأنهم يؤدون وظيفة معينة مرسومة سعودياً محظور عليهم تجاوزها.
ورقة الانفصال
يرى مراقبون إن ما حدث هو بترتيب سعودي محكم وباطلاع أمريكي بريطاني، الهدف منه تحريك ورقة الانفصال واستخدامها ورقة ضغط ضد صنعاء أثناء المفاوضات بحيث يتم مساومة صنعاء بالانفصال ودفعها لتقديم تنازلات لم تتمكن السعودية من انتزاعها من صنعاء بالحرب والقوة العسكرية، بمعنى أن السعودية ومن خلفها الأمريكيين والبريطانيين، تريد فرض معادلة “إما أن تستلموا أو سنفكك بلادكم”.