الإرهاب يمر من أمام أعيننا مرور الكرام يحمل على كتفيه بعضا من أبناء هذا الوطن.. ينحدر إلى مساجدنا أو أماكن يتجمع فيها الأفراد لزرع لغم بيننا بعد أن تم لفه حول خصر أحد الأغبياء لينفجر إلى أشلاء وقد أخذ معه الكثير من الأبرياء والأنفس التي أقسمت على الطاعة والولاء..
إلى متى هذا الصمت الذي بات يختنق في حناجركم، أيها الصامتون أفيقوا من سباتكم…..
ابني ليس ابني عندما يلف حزاما ناسفا ويختار أحد بيوت الله أو اماكن آهلة بسكان ليحوله إلى مقبرة تحتضن جثث الأبرياء.. يجتاح في طريقه أرواح الكثيرين الذين لا ذنب لهم إلا أنهم في بلد آمن.. ولم يبادر إلى أذهانهم أن ابن الجار أو ابن الأخ او ابن الوطن حتى.. قد يكون سببا في أخذ روحه ليترك خلفه أطفالا أيتاما أو زوجة أرملة أو أما ثكلى..
متى يستفيق الجميع ويعلم أن الخائن لا مكان له بيننا حتى لو كان فلذة أكبادنا ؟!، فمن يستبيح الدماء وينشر الفوضى والفساد ليس من المسلمين وتلفظه الأرض قبل السماء، فعندما تنشق روح شريرة من صلبي لا تستحق إلا البتر.. وقطع دابر الفساد حتى لو يكلفنا ذلك أغلى ما نملك ووجع قلوبنا.. فالوطن أغلى من ابن خائن او أخ مغرر به أو زوج عشعشت معتقدات فاسدة في عقله وجعلت منه متطرفا ينكر على ذويه إسلامهم.. ويعتقد أن قتل الأبرياء هو أسهل طريق إلى الجنة.. وفي غضون ساعات سيكون بين أيادي النساء الحور.. فأي غباء هذا اصيبت به عقولهم..؟ وأي فساد يجعلهم ينسلخون من إنسانيتهم.. ويقذفون آباءهم بالكفر..؟
فنظرتهم الضيقة بأن المسلمين ليسوا مسلمين وليس لهم مذهب.. يعتقدون أنهم على صواب وما نحن عليه هو الخطأ فقد ختم الله على قلوبهم بالجهالة والضلالة وتركهم يتخبطون في اعمالهم الوحشية يفسدون في جميع أنحاء الأرض دون اكتفاء.. فقد وصفهم الله تعالى في قوله..وإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12)،.
افسدوا وقتلوا وأحرقوا وخرجوا عن طاعة ولي الأمر ولم يكتفوا بذلك بل خانوا اوطانهم وقتلوا النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق وما زلتم صامتون.. ترون الكثير منا تشيع جثثهم بين الفينة الأخرى، وترون خطر أبنائكم يكبر ومازلتم صامتين.. وفي كل مرة من مشاهد القتل الضحايا تكثر والنواح صابح صدى صوته يوجع.. ولا يزيدكم هذا إلا صمتاً وكأنكم تنتظرون عصا سحرية تعيدهم إلى رشدهم..؟
لن يحصل ذلك إلا إذا استطعتم أن تتنصلوا من الأنانية والسلبية داخل أنفسكم لتنقذوا أبناءكم والكثير من الضحايا الذين يدفعون ثمن هذه الخيانة البشعة التي لا تمت للدين والإنسانية بصلة، فلنكن يدا واحدة نشق بها عباب هذا الفساد الذي يعلو حتى أصبح يطفو في مجتمعنا، وبدأ في اجتياح مجتمعات أخرى جاورتنا في الدين والحدود وأصبح لنا بينهم إخوه ساندونا في المحن.. الصمت لم يعد حكمة عندما يكلفنا أرواح الأبرياء، فهل تنتظرون حتى تتحول هذه الأرض إلى أواكر للفساد، أو إلى سماء تمطر لعنة على كل خائن ومن يساند هذه الفئة الضالة في تحقيق مآربها؟ فليست مآربهم كما يدعون لنشر الإسلام أو العودة بنا إلى حياة الصحابة كما يتوهمون فكلنا نعرف ما هو الإسلام، وكيف كانت حياة الصحابة، فهل في عهدهم كان يقتل الابن أباه أو المسلم أخاه؟ كل هذه الأفكار هم من صنعها واقنعوا أبناءنا بها، فإذا كان للوطن جميل في أعناقنا فقد حان الوقت لنسد الجميل لهذا الوطن أيها الصامتون