غالبا تكون القيادة مهمة صعبة يتهرب منها الكثير الذين يعلمون حجم العباء الذي يرافق هذه المهمة ومقدار الضغط والمسؤولية اللذان يستنزفان طاقة وحياة القائد،هذا ما جعل القيادة على مر التاريخ حكر على الذي يكون مستعد بالتضحية الكاملة في سبيل القيادة ويعلم مدى الألم والمعاناة التي تصيب القائد وتلازمه كظله لا تفارقه أبدا لان المهمة القيادية انبثقت من جوهر “التضحية” و”الفداء” و”الصبر” ولهذا نجد الكثير ممن فضلوا التملص من هذا العباء الثقيل الذي تأتي معه المسؤولية الكبيرة.
إما في الجنوب فان للقيادة فهم أخر وثقافة أخرى تعبر عن القيادة بأنها مطية للوصول للأهداف الشخصية والأسرية والقبلية حينا وفهم يتمثل بان القيادة بوابة عبور للفخر والتاريخ حينا أخر متانسين المعنى العام والهدف الاسمي للمهمة القيادية التي تحمل تطلع امة وشعب وتعنى بكفاح وصبر وتجرع لمرارة الصعاب والتحديات التي تحف بالشخصية القيادية التي نذرت نفسها لهدف نبيل هو قيادة شعب .
فهذا يحدث في الجنوب فقط القادة أكثر من الجنود والكل يحلم بالقيادة دون العلم بالألم الذي يرافقها والمسؤولية التي يحملها القائد في عاتقه،الكل يجمع إفراد أسرته وقبيلته وينصب نفسه قائدا يأمر وينهى يقبض ويحجز يفرض ويعين!! فمتى سيعي أبناء الجنوب هذا ومتى سيكون للقيادة فهمها الحقيقي والكامل في الجنوب ومتى سيكون للقيادة وقعها الناضج في أذهان أبناء الجنوب؟!