طبعاً المشكلة ليست في دين الاسلام لأنه دين سماوي منزل و منزه من رب العالمين ، المشكلة تكمن فينا نحن، نريد دين ولا نريد دين ، نريد دين يتماشى مع أهوائنا و رغباتنا ولا نريد دين نتماشى نحن مع تعاليمه و نواهيه و حدوده .
في الأخير أوصلنا رسالة للعالم أن المشكلة في الدين وليست فينا نحن ، مع أن أكثر اليابانيين يعبدون التماثيل و الأحجار و كثير من الهنود يعبدون الأبقار ولكنهم لم يسيئوا لدينهم كما نسيء نحن لديننا الحنيف ، نقتل بعضنا بإسم الدين و نفجر بعضنا بإسم الدين ووووووووو و الدين بريء منا ومن أفعالنا .
و للهروب من مستحقات الاسلام التي نتشدق بها ليل و نهارا، و جعلناها في دساتيرنا و نمقنا الحروف و كتبنا في السطر الاول من الصفحة الاولى الاسلام الدين الرسمي للبلاد و الشريعة الاسلامية مصدر جميع القوانين ، و أختلفنا على بعض الصيغ للاتفاف على شرع الله ، هل الشريعة مصدر رئيسي أو المصدر الرئيسي و ضاع الدين و ضاعت الدنيا .
مسلمون جعلوا من دينهم سبب رئيسي للخلاف و الشقاق حتى وصلوا لحد القتال و الذبح و التفجير و التفخيخ و إزهاق الأرواح المسلمة التي حرم الله قتلها بغير وجه حق ، هكذا وبكل سهولة .
ماذا يريد تنظيم القاعدة يقولون يريدون تطبيق شرع الله فقط ، ماذا يريد تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) يريدون مبايعة أمير المؤمنين الخليفة البغدادي و تطبيق شرع الله ، وماذا نريد نحن كشعوب مسلمة نريد تطبيق شرع الله لأن ديننا يحث على ذلك بل و يكفر من لا يريد تطبيق شرع الله .
أين تكمن المشكلة في الدين أم في الشعوب المسلمة أم في الحكام ، الغالبية لا يريد أن يعترف بخطائه الجسيم الذي أدى إلى إزهاق كثير من الأرواح البريئة بغير وجه حق .
هل الغالبية تمتلك شجاعة لتقرر أنه آن الأوان لنتخذ بعض القرارات المصيرية من غير تدخل أي دول أو جهات خارجية في شؤوننا الداخلية المصيرية لوجودنا كمسلمين أولا و كعرب ثانياً ، و نقرر بعدها فتح باب الحوار فيما بيننا حكام و محكومين و نختصر الزمن و نحقن دماء المسلمين والحكم و الفصل كتاب الله و سنة نبيه عليه الصلاة و السلام ،
أم أن القرار مازال بيد غيرنا، سنتقاتل و سنتقاتل و سنتقاتل وفي الأخير سنتحاور تارةً بإسم برامج المناصحة كالسعودية و تارةً بإسم العفو العام و أخرى بإسم صفحة جديدة وعفى الله عما سلف و هكذا .
فتحوا حوار للأديان و الحضارات و حوار مع طالبان و حوار مع قتلة الأنبياء و المرسلين اليهود وحوار مع من يسب و يشتم الصحابة رضوان الله عليهم الشيعة الروافض و كل تلك الحوارات مسموح بها بأمر من الغرب لانها تمثل مصالح الغرب لا مصالحنا ، بل ألزمنا الغرب بخوض تلك الحوارات العقيمة السقيمة التي لا نتائج مرجوة منها ولا فائدة منها مطلقاً ، ونحن نعلم ذلك ولكن نذهب من أجل إرضاء أسيادنا فقط .
المشكلة تكمن فينا نحن شعوب و حكام و تنظيمات و أحزاب سياسية و غيرها فلا أحد يريد أن يقدم بعض التنازلات للمصلحة العامة ، والدين بريء من أقوالنا و أفعالنا ، ودائما ما نصل متأخرين أو بعد فوات الأوان كعادتنا لحل بعض قضايانا و مشاكلنا بسبب أن قرارانا السيادي مسلوب منا، و بعد الدخول في هذا النفق المظلم هل نستطيع أن نتخذ قرارنا المصيري لوحدنا ولو لمرة واحدة.