المسؤول وثقافة حيا على الفساد
احمد السقاف
من يريد ان يرى الفساد بام عينه فلينظر إلى صورتين واضحتين هما (حالة المسؤول × حالة المواطن ) من هنا يستطيع الإنسان البسيط رؤية شيء تفشى وعشعش وتطور وصار كثافة ينتهجها كل مسؤول وهي ثقافة حيا على الفساد .
ان ترى العقارات والسيارات والمصروفات للمسؤول وحاشيته فاعلم إنه انتهج ثقافة حيا على الفساد ، واذا رايت المرافق الخدمية للمواطن معطلة ومشلولة فاعلم اننا في ثقافة حيا على الفساد!!
اما اذا رايت مخصصات القيادة تورد تلقائيا الى البنك والعملة الصعبة ورواتب الموظفين الحكوميين موقفة وتخضع للخصميات الجائرة فاعلم اننا في ثقافة حيا على الفساد ، واذا رايت اراضي الدولة وثرواتها تنهب بلباس وغطاء الدولة وبشرعنة من الدولة فاعلم اننا في ثقافة حيا على الفساد .
اما اذا رايت سيادة الدولة وقراراتها املاء من خارج البلاد ومن غير اهلها فاعلم اننا في نهج حيا على الفساد ، واذا رايت الكفاءة مهمش والرويبضة يحكم فاعلم اننا في ثقافة حيا على الفساد ، واذا رايت الكيلو السمك في بلاد تمتلك 2100 KM يبلغ نصف راتب المتقاعد فاعلم اننا في ثقافة حيا على الفساد .
اوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تدعو الى الموت والنزوح والجريمة اجبارا لا طوعا ، شعب يعيش تحت خط الفقر ليس لفقر الدولة ولكن لسوء إدارة من رجال محسوبون رجال دولة للاسف !!!
حيا على الفساد هي ثقافة كل مسؤول حاليا الا مارحم ربي ، القتل بالجملة الإرهاب نسمع عبوات ولا نرى طحين بلاد اشبة بالغابة ، مليشيات هنا ومليشيات هناك ، شرعية فساد هناك وشرعية فساد هناك ، لا امن لا نصر لا تنمية لا وطن لا حرية لا استقلال لا رئيس لا دولة لا جنوب .
الكل يقتل الكل يحرق الكل يمزق باسم حيا على الفساد وحيا على الضياع ، لا استراتيجية لبناء وطن ولا استراتيجية لاستعادة دولة ولا استراتيجية لرفع الموت عن اعناق الشعب الذي يكاد يموت كل يوم لتوفير ابسط حقوقه المشروعة التي هي متاحة في افقر البلدان المجاورة .
حيا على الفساد قبيحة لكنها شرارة حيا على الجهاد لا قتلاع الفساد واهل حيا على الفساد .