أوقفوا هذا العبث

الشيخ أحمد المريسي

نعلم بأن هناك تشريعات  وقوانين ولكنها لا تعمل ولاتنفذ إلا على الضعيف أو الذي ليس له حزب سياسي يحميه أو فئة أو عشيرة أو قبيلة أو جماعة تقف إلى جانبه وتسانده وتعطل وتعيق وتعرقل تنفيذ تلك القوانين وتستقوي على الأخرين بقوتها وسلطتها ومالها ونفوذها، وطالما أنه لا توجد محاسبة أوعقوبة تجرم  كل من ارتكب عمل أو فعل تضرر منه الخاص والعام وأمن ذلك الشخص من العقوبة تجده يتمادى في جبروته وغيه وظلمه دون خشية أو خوف اوحياء او مراعاة لمشاعر الأخرين أو لحقوقهم ولا يعمل لأحد أي حساب ومن أمن العقوبة اساء الأدب.

ظاهرة اخرى هي ليست ببعيد عن كل ما اوردناه في مقدمة حديثنا وهي ان اغلب من نراه هذه الأيام يمارس بشكلا  واضح ولا هناك اي من ذرة خجل أو وجل وهي المحسوبية والوساطة بألوانها الفاقعة في الوصول إلى مواقع واماكن هي ليست من حقهم والتي بسببها تضيع وتهضم حقوق الأخرين ممن هم يستحقونها بمجهودهم وخبرتهم ومؤهلاتهم وجهدهم واجتهادهم.

قبل ايام تحدث معي صديق وزميل قديم التقيته بالصدفة في احدى مقاهي الشيخ عثمان وجلس إلى جواري وشربنا الشاهي معا ودار بيننا حديث دو شجون عن الذكريات عن زمان وأيام زمان وايام الدراسة والشقاوة إلى ان وصلنا ألى مااكتبه من مقالات ومواضيع في بعض الصحف والمواقع والمجلات حيث ابدى اعجابه ومتابعته لكل ما اكتبه ولكنه علق على ان الواقعية التي اكتب بها اليوم اصبحت شيئا من الماضي لم يعد لها اي أثر ، من ماضي مدينة عدن وهناك من يعمل على طمس ملامحها وهويتها بمنهجة وينكر ويجحد اهلها وناسها الطيبين ولم تعد مقبولة تلك الأخلاق والسلوك والثقافة ممن جاء اليوم يعبث بحضارتها وبتاريخها وبمدنيتها وثقافتها وتراثها وعادتها وتقاليدها وانت يابن المريسي تسكنك عدن وتعيش في وجدانك وهذا مانلمسه من خلال كتاباتك ولازلت عايش وتسكن ذلك الماضي الرائع الجميل وتذكر الناس به وخاصة من هم من ابناء عدن واهل مدينة عدن الذين عاشوه وعايشوه ولم يعرف ذلك احدا غيرهم انها الحقيقة التي لم يقبلها الوافدون وهذه هي حقيقة الصراع القديم الجديد وستستمر ،،!

وعودة إلى الظاهرة التي اصبحت واقع مرا مثل العلقم نقبله أو لا نقبله نرفضه أو لا نرفضه نرضاه او لا نرضاه فهو سيد الموقف وعلشان تحصل على الموافقة والرضى والقبول وتصير من المقربين عليك اولا التنصت وتوصيل كل صغيرة او كبيرة وتتجسس وتتلصص وتسترق السمع وتوصله لذلك المسؤول مديرا عام كان أو وزيرا او قائد عسكريا وعلشان توثق وتقوي تلك العلاقة وتضمن الوصول إلى كل ما تريده عليك أن لاتنسى أن تأخذ معك كل ما تشتهيه نفس ذلك المسؤول من القات الثمين واللحم السمين ومن الهدايا التي تسر الخاطر والناظر واوعدك بأنك سوف تكون من المقربين مثلما قالها فرعون للسحرة وممن يحضون بالثقة و بالوظيفة العامة والمواقع والمراكز المتقدمة ولا يمكن لأحد أن يقترب منك او أن يتجرأ لمحاسبتك وليس مهم ان تكون شهادتك مزورة او مغشوشة أو حتى بدون شهادة او ان تكون من عديمي الكفاءة والخبرة وليس مهم الشرف والنزاهة والوطنية والكلام الفارغ من وجهة نظرهم الذي نكتبه ويكتبه الأخرين من أصحاب الأقلام الحرة والوطنية والنزيهة طالما وان المحسوبية والوساطة هي سيدة الموقف سيظل العبث سيد الموقف هو ايضا وستستمر معاناتنا في مدينة عدن إلى أن يظهر منها من يقول لا اوقفوا هذا العبث.!

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com