صحيفة دولية: الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة على السعودية بإيجاد حل لأزمة اليمن محاولة لإنقاذ صورة واشنطن في المنطقة

المشهد الجنوبي الأول/لندن ــ العرب

لا يبدو أن الولايات المتحدة ستنجح من خلال الضغوط، التي تمارسها مباشرة أو بالوكالة على السعودية في ملف اليمن، في إعادة الاعتبار لموقعها في المنطقة الذي تراجع بشكل لافت وفسح المجال لروسيا وقوى إقليمية مثل إيران وتركيا بالتحرك ومحاولة خلق معادلة جديدة.

وتضغط واشنطن لوقف الحرب في اليمن دون مراعاة الأمن الإقليمي للسعودية ودول الخليج، ودون أن تكون قادرة على الوساطة في حل يرضي مختلف الأطراف.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس “مبادرة جديدة” لحلحلة الأزمة اليمنية. وأكد في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير في مدينة جدة السعودية أن الصراع استمر أكثر مما ينبغي وآن له أن ينتهي.

وقال “وافقنا على نهج جديد للمفاوضات مع مسارين سياسي وأمني يعملان بالتزامن من أجل توفير تسوية شاملة.

وجاء الإعلان عن المبادرة بعد اجتماع حضره كل من كيري والجبير، ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ومساعد وزير الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط توبياس الوود، والمبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وأعربت مصادر يمنية عن اعتقادها بأن موازين القوى على الأرض لا تسمح في الوقت الحاضر بأي اختراق سياسي، خصوصا أنّ الحلف القائم بين علي عبدالله صالح والحوثيين يصرّ على تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها كلّ الأطراف السياسية، على أن يبقى الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي خارج صنعاء.

وقال مراقبون إن مبادرة كيري قد لا تكون كافية لإنقاذ صورة بلاده المهتزة لدى حلفائها في الشرق الأوسط، خاصة أنها جاءت في وقت لم يعد العالم ينظر فيه إلى إدارة الرئيس باراك أوباما بل يفكر في من سيخلفه.

وتزامنت زيارة كيري للسعودية مع حملة إعلامية وحقوقية على دور التحالف العربي في اليمن اشتركت فيها الأمم المتحدة، ومنظمات أميركية تعنى بحقوق الإنسان.

وساهمت الإدارة الأميركية نفسها في هذه الحملة بالإعلان عن سحب مستشارين عسكريين أميركيين يشاركون ضمن عمليات التحالف، ما اعتبره مراقبون نوعا من الابتزاز السياسي للرياض والتحالف الذي استمر في عملياته رغم الخطوة الأميركية.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com