اسواقنا والغش التجاري وانعدام الوعي
حسن علوي الكاف
تباع في أسواقنا كثير من البضائع المنتهية الصلاحية البعض تبقى منها شهر والبعض الآخر أقل من أسبوع او يزيد بالإضافة إلى بيع بعض اللحوم و الأسماك الغير صالحة للاستهلاك الآدمي وسبق أن شاهدنا إكتشاف حاويات من الدجاج منتهي الصلاحية يتم توريدها إلى بلادنا بغرض بيعها وأصبحت بلادنا مكب للنفايات ، للأسف الشديد يتهافت كثير من الناس إلى تلك الأسواق نتيجة لانخفاض أسعارها غير مدركين أن هذه بضائع قد تسبب لهم أمراض لو سمح الله ويخسرون قيمة علاجات باهظة الثمن وقد يتطلب علاجهم خارج البلاد وقد تتسبب في الوفاه نتيجة لعدم صلاحيتها و سؤ تخزينها في أماكن غير صحية وتعرضها لدرجة حرارة غير مناسبة تسببت في خرابها قبل مدتها المدونه بالبضاعة أما الأسماك التي تباع البعض منها بحاجة إلى مراقبة في ظل إنعدام الرقابة الذاتية وانعدام الضمير الحي والخوف من الله فالبعض منها له فترة طويلة من التخزين وان تم تخزينه يكون غير مناسب وتشاهد عملية البيع البعض منهم بطرق تشمئز منها النفس .
علينا تقع مسؤولية جماعية تجاه ما يحصل لأن الذي يحصل يعد منكر وغش يجب عدم السكوت عنه فقد أنهى ديننا الإسلامي الحنيف و نبينا محمد صل الله عليه وسلم حرم الغش عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّ على صُبْرَة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ( ما هذا يا صاحب الطعام؟ ) ، قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: ( أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشّ فليس مني) رواه مسلم .
على الجميع من علماء وخطباء وإعلاميين وأولياء الأمور وربات البيوت ومراكز التثقيف الصحي التوعية الصحية وغيرهم التعريف بخطورة هذه البضائع والدجاج والأسماك المنتهية الصلاحية والغير صالحة للاستهلاك الآدمي في ظل عجز السلطة واداراتها المعنية وعدم النزول الميداني ومتابعة مايباع في الأسواق وضبط تلك البضائع والأسماك واللحوم وفحصها بشكل دوري وعلى المواطن تقع أيضا مسؤولية كبيرة وبدرجة أساسية فهو المعني بالأمر كونه هو من يقدم على عملية الشراء فقد يتسبب بالحاق الضرر على نفسه و أسرته و أقاربه وضيوفه نتيجة لعدم إدراكه بهذه الأمور وأهميتها أو إنه مدرك بس البضاعة رخيصة خاصة كوننا نعيش في تدني مرتباتنا ومحدوديتها، ولو لدينا وعي كافِ وتركنا عملية شراء تلك البضائع والأسماك المخزنة ولم تعد لها حتى قيمة غذائية لن نرها تباع في اسواقنا مرة أخرى ولكن الكثير يلهث وراء الرخص وغير مبالي بالنتائج الكارثية من وراء هذه الرخص.
يا بايعين ياللي همك جمع المال بطرق غير مشروعة فإن تلك الأموال التي تجمعها ستكون عارا عليكم وستحاسبون عليها بالدنيا قبل الآخرة ونقول لكم اعيدوا إلى جادة الصواب وعدم ممارسة الغش توبوا إلى الله توبة نصوحة ويومها لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، كما نتوجه بالتحية والتقدير لكثير من البايعين الذين عندهم ضمير حي وخوف وورع من الله لما يقدمونه من بيع بضائع بطرق سليمة لايوجد فيها غش تجاري وسيبارك الله في ارزاقهم أن شاء الله تعالى.
اللهم إني بلغت فاللهم فاشهد حفظ الله بلادنا و سائر بلاد المسلمين إنك سميع مجيب الدعاء…