الصياد والسمسار والمحرج وبائع التجزئة.. وأنا!
ثروت جيزاني
اضحى المواطن ينظر بعين الحسرة والقهر وهو ينظر الى مفارش بيع السمك قلة هم فقط القادرون على شراء السمك وأصبح شراء السمك لمن استطاع إليه سبيلا بالفعل.
حدثني أحدهم في إحدى ساحات حراج السمك المشهورة بأن هناك من يأتي خلسة من أنظار العامة لأخذ رؤوس السمك الذي يتم رميها بعد التقطيع ليأخذ منها ما تبقى من آثار السمك ويقسم أن العدد يزداد كل يوم من هؤلاء الناس.
يقول الصياد : عندما أبحر للاصطياد يكلفني ذلك وقود وزيوت ومصروفي الخاص يشمل الأكل والشرب والتخزين ومصاريف بيتي وكذلك للصيادين الذي يرافقوني في رحلة الاصطياد.
يقول لي السمسار والذي يقوم بشراء السمك من الساحل: أقوم باللف علي سواحل الاصطياد لشراء الأسماك من الصيادين وذلك يكلفنا الكثير أهمها مصروفي الشخصي ومصروف أهل بيتي ومصروف العاملين الذي معي وقيمة التبريد والوقود والزيوت (الخرج).
يقول لي صاحب الحراج ؛ يأتي السمسار الذي قام بالشراء من الصياد لبيع أسماكه ولا يتنازل عن خرجه وقيمة السمك إضافة إلى أرباحه التي أضافها وقد تكون مبالغ فيها إذا صادف شحة في سوق السمك وانا اخذ فقط ٥٪ من قيمة البيعة بعد إقامة المزاد وبيعه بأعلى سعر وأحيانا لا يوافق صاحب السمك ويقول( بيع وشراء) إذا لم يحقق له مصلحة.
يقول لي بائع التجزئة ؛ البيع أصبح بالوزن وكان في وقت سابق البيع بالحوت وكان بالامكان التهاود بالسعر ونحن نبيع بضعف مانشتري أو اكثر من ذلك او في اقل تقدير اضافة 75٪ من قيمة الشراء في حالات نادرة لتغطية (مصاريفي) ونقلي للسمك من الحراج إلى محل التجزئة ومصاريف العمال وإيجار المحل ونظافة وتراخيص و و و..
وأقول أنا : نحن نقوم بالدفع لكل هؤلاء ونغطي مصاريفهم العامة والخاصة ونحقق لهم أحلامهم في الثراء عندما نقوم بشراء حتى ربع كيلو سمك
أو ننضم إلى طابور المحدقين قهرا على مفارش بيع السمك فقط وقد صار طابور المحدقين يزداد طولا يوما بعد يوم في ظل سلطة لا تعرف إلى الآن ماذا تعمل واصبح السمك وشرائه بالفعل لمن استطاع اليه سبيلا.