إيقاع السلام و طبول الحرب في المجتمع اليمني المعاصر

صفوان باقيس

معشر يمانيون اليوم للأسف الشديد مع غصة في القلب مجازا كمن يتقاتل بجانب ضفاف نهر جاري على كوب ماء من ميائه الجارية! في اليمن كنوز من الثروات الاقتصادية المحسوسة و غير المحسوسة لتجعل اليمن ارض و إنسان من أغنى دول و شعوب الأرض إن لم نكن اغناها. ياقوم كفاية سفك دماء ومحارق موت جماعي لشباب بمعمر الزهر هم اهم ثورة يمتلكها اي مجتمع يسعى للنهوض و الإبداع و التقدم. اليمن بفضل قناة السويس تعتبر اهم منفذ وموقع استراتيجي في العالم هذا لوحده لو تم استثماره بشكل سليم سيوفر ثروة متجددة لا تنضب!!!

ماهو السلام المنشود و متى يكون القتال مشروع؟ ومن يمتلك الشرعية اصلا في بلد يعيش فراغ دستوري لم يسبق له مثيل في تاريخ الأمم و يتجه نحو المجهول مستقبلا؟ من يتحمل المسؤولية الأخلاقية في هذه الحرب وكل تبعاتها ؟ فمن يتحمل فاتورة الحرب و ماهي فاتورة الحرب وكم حجم الدمار الإقتصادي والاجتماعي؟

تخيلوا ياقوم هناك جيل كامل تم تجهيله وتم اعداده في دائرة مغلقة من العنف و الادلجة الدينية و التطرف الايدلوجي بشكل عام في مجتمع يمتلك مقومات التجانس و الانسجام اكثر منها إلى عوامل التشرذم و الانقسام! ماهي أسباب كل هذا الانحطاط؟ اهو الجهل بشكل اساسي ام تركيبة معقدة من المعضلات اهمها التركيبة الاجتماعية و القبلية التي تكرس الأعراف الجاهلية كالفخر الزائد بالأصل و الحسب و النسب ممزوجة مع التطرف الديني الذي اغفل علوم الحياة لصالح علوم الغيب وما وراء الفناء؟!

دين واحد، لغة واحدة، شعب اغلبيته تنتمي لعرق واحد وحتى الاعراق الأخرى من خارجه انصهرت فيه وذابت ولكنه كذلك مع الأسف الشديد مناطقي عنصري لا يقبل بعضه فيعتز باصله و يسخر من أصول غيره فأنا هنا لا اعمم ولكنها أصبحت ثقافة مجتمع مقبولة مثلا تصنيف الناس على أصولها الافتراضية بخادم او عبد أو مزين أو حيك وكذلك سيد و شيخ و قبيلي وهلم جر ومعنا أيضا دحباشي و صقلبي و بدوي و ابو حضرم، مسميات و اللقاب نتنابز بها نهانا عنها العادل الحكيم.

لا يمكن أن يتحرر اليمن و اليمنيين أنفسهم في شقاق فعلينا اولا ان نقوم بدراسة موضوعية لمشاكلنا الاجتماعية وكذلك ينبغي أن ينظر لها بتجرد علمي بحت بدون عواطف او دوافع سياسية.

من وجهة نظري هناك أنغام اساسية لإيقاع السلام المجتمعي فيمكن هنا وصفها بلب التقارب و الحل السياسي اليمني يمني تلخص “بالإيمان المطلق بجمهورية يمنية ديمقراطية علمانية موحدة مستقلة في قرارها و ذات سيادة على كامل ترابها الوطني” غير هذا فنحن مازلنا في بداية المشوار في دائرة مغلقة من صراع الايدلوجيات السياسية المتناثرة و السياسات الدينية “الثيوقراطية” المندثرة فلن نسمع إلا المزيد من قرع طبول الحرب.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com