الإستدعاء ماقبل النهائي الى الرياض
عبدالله سعيد القروة
لاشك ان المتابع للأحداث المتلاحقة يستشف مايخبأه المستقبل من مفاجئات، ليس عن طريق التنجيم أو الشعوذة، إنما هي افكار مبنية على الوقائع على الأرض وملاحقة ما يدور خلف الكواليس، ومن هذه الأفكار تبنى القناعات وتتبلور الرؤى وتتضح صورة مستقبل البلاد.
من هذه القناعات يبدو أن الحرب بين التحالف والحوثي قد انتهت مع بداية اول هدنة وإن الطرفين يتفاوضان بعيداً عن الأعين بطرق مباشرة أو غير مباشرة للوصول إلى حل نهائي ينهي حالة الحرب والعداء بينهما.
وهذا ليس غريب فكل حرب يتبعها تفاوض واتفاق وسلام وتعاون، لكن التحالف والعالم يريد رسم خارطة طريق تفضي إلى سلام شامل ودائم في اليمن.
وبما أن السلام الدائم غالبا من يخرج من فوهة المدفع حسب عقيدة بعض العسكريين، فإن فرض أمر واقع على الأرض سيكون في صالح من يفرضه، إما من يفاوض عن بعد ومن وراء الحدود فلن يكون نصيبه الا (مفتاح القصب)، الجانب الحوثي اهتم بهذه الجزئية وفرض أمر واقع في الشمال، والمجلس الإنتقالي يحاول فرض حالة مشابهة في الجنوب، إذا نجح سيكون الاتفاق أسهل مما يتصوره البعض، إما اذا لم ينجح فسيعمد التحالف إلى اعداد خلطة جديدة! اذا كانت جنوبية قد تنجح، إما اذا كانت مع فلول الشماليين الفارين من الحوثي ستفشل؛ وفشلها سيجلب للجنوب الفوضى الغير خلاقة.
التحالف استدعى مجلس القيادة ومعظم المسئولين من قادة ومحافظين إلى الرياض للتشاور! لانعلم يتشاورون على ماذا.
يقول البعض أن السعودية ليست راضية على ماحصل في شبوة وأبين ويقول آخرين ان الاستدعاء جاء للمحافظة على مجلس القيادة من الانهيار وإبقاء حضرموت الوادي والمهرة بيد (الشرعية).
في كلا الحالين فإن الاستدعاء سيكون ماقبل الأخير وجاء لترتيب بعض الأوراق التي يريد التحالف ترتيبها داخلياً، أو أنه تعرض لضغوط خارجية بسبب مايحصل في الجنوب، وعسى الا يكون الاستدعاء لإحتجاز المدعوين في فنادق الرياض أشهر عديدة.
مايهمنا في الجنوب هو ألا يفضي هذا إلى محاولة فرض اتفاقات جديدة تؤدي إلى إعادة الصراع إلى الداخل الجنوبي فقد جربنا اتفاق الرياض 1 و2 وما تلاهما من أحداث.
الحوثي يراقب ويستمع ويستغل الهدنة جيداً ويعيد ترتيب أوضاعه بفعالية شديدة استعداداً لأي تطورات مستقبلية قد تظهر.
نعود للقول اننا نعتقد ان هذا الاستدعاء سيكون ماقبل الأخير، والله يعين المدعوين على الضغط الذي سيتعرضون له، لأنه لن يكون بمقدور احد داخل القاعة الرفض وسيجبرون على قول (تم) وسيقبلون بفعل الأمر (قع هنا).
نتمنى أن نرى بلادنا وقد خرجت من هذا النفق المظلم ونسأل الله أن يحفظها وبلاد والمسلمين.
عبدالله سعيد القروة