المبعوث الأممي لليمن غروندوبرغ يقترح هدنة موسعة
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
اقترح المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندوبرغ، الاثنين، خلال إحاطته لمجلس الأمن، هدنة موسعة تدخل حيز التنفيذ في 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وقال غروندوبرغ: ”يتضمن مقترحي بشأن اتفاق الهدنة الموسَّع، اتفاقا على آلية شفافة وفعّالة لصرف منتظم لرواتب موظفي الخدمة المدنية ومعاشات المتقاعدين المدنيين، وفتح طرق إضافية في تعز ومحافظات أخرى، والمزيد من الوجهات من وإلى مطار صنعاء الدولي، وانتظام تدفق الوقود إلى جميع موانئ الحديدة“.
وأردف أنه ”من شأن الاتفاق الموسّع إتاحة المجال أمام التحرك في عملية متعددة المسارات لمعالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية، وخلق بيئة مواتية للشروع في مناقشات حول وقف دائم لإطلاق النار، في جميع أنحاء البلاد، والاستعداد لاستئناف عملية سياسية يقودها اليمنيون تحت رعاية الأمم المتحدة“.
وأضاف أن ”كلا الطرفين قدم ملاحظاته الجوهرية على مقترحي، وبينما تمّ تحديد نطاق محتمل للاتفاق، كانت الأطراف بحاجة إلى مزيد من الوقت لمناقشة تفاصيل اتفاق الهدنة الموسَّع، وأن تمديد الهدنة الذي جرى مؤخراً يسمح لنا بمواصلة العمل على وجه السرعة للتوصّل إلى اتفاق هدنة موسَّع“.
وتابع: ”لذلك، فإنني أعمل على تكثيف جهودي لدعم الأطراف لحل القضايا العالقة، وبالنظر إلى أوجه التعقيد التي تتسم بها القضايا المراد معالجتها، ونظراً للقيود الزمنية التي نواجهها، فإنني أدعو الأطراف إلى إبداء المرونة والتعاون بشكل إيجابي، عندما أطلب منهم الاجتماع تحت رعاية أممية للتوصل إلى اتفاق“.
وبخصوص ما مضى من الهدنة، أفاد بأنه ”بعد أربعة أشهر ونصف الشهر، ما زالت الهدنة صامدة إلى درجة كبيرة من الناحية العسكرية، فلم تحدث أي عمليات أو تغييرات عسكرية كبيرة على الجبهات، ولم تحدث أي ضربات جوية مؤكّدة داخل اليمن، ولا هجمات صادرة من اليمن عبر الحدود“.
ولفت إلى أن ”هناك انخفاضاً في أعداد الضحايا المدنيين، إذ سجَّلَ الأسبوع الأول من شهر آب/أغسطس أقل عدد للضحايا المدنيين منذ بدء الهدنة وبداية الحرب، وما زالت معظم حالات الإصابة بين المدنيين ناتجة عن المخّلفات الحربية المتفجرة، بما فيها الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة“.
ونوه أنه ”من التطورات المقلقة ارتفاع أعداد الضحايا بين الأطفال، إذ بلغت حتى الآن حوالي 40 في المائة من إجمالي أعداد الضحايا المدنيين المبلغ عنها، ومن الحوادث المريعة على وجه الخصوص ما حدث في تعز في 23 تمُّوز/يوليو عندما أُطلِقَت قذيفة هاون على مديرية زيد الموشكي السكنية، أودت بحياة طفل وأصابت عشرة أطفال آخرين بجروح، إنني أدين كل أعمال العنف هذه، فالمدنيون يجب حمايتهم مهما كان الثمن“.
وذكر المبعوث الأممي في سياق إحاطته أنه ”لا يزال مكتبي يتلقّى تقارير من كلا الجانبين حول أحداث مزعومة شبيهة بالأحداث التي أُبلِغ عنها في الأشهر الماضية، وبما أنَّ الهدنة لا تشمل على أي آلية رصد مستقلة، فإنني أشجع الأطراف على الاستفادة من قنوات الحوار التي أسست لها الهدنة، مثل لجنة التنسيق العسكرية لإدارة هذه الأحداث المزعومة“.
وأشار إلى أنه ”لا يزال فتح طرق في تعز ومحافظات أخرى في طليعة جهودي، وخلال الزيارة الأخيرة لليمن، وقد قضى مكتبي وقتاً على جانِبَيْ جبهة تعز للتحاور مع السلطات المحلية والوسطاء المحليين ومنظمات المجتمع المدني“.
ولفت إلى أنه ”قدّمنا إلى الأطراف عدة مقترحات حول مجموعات مختلفة من الطرق وخيارات تسلسل فتحها، ومن المؤسف أنَّه على الرغم من هذه الجهود، لم يُحرَز أي تقدم في فتح الطرق حتى الآن“.
وأنهى غروندوبرغ إحاطته بالقول إنه ”من بين تلك العناصر، استمرار تدفق الوقود عبر ميناء الحديدة، الذي يستمر مع تمديد الهدنة، فمنذ بدء الهدنة، أجيز دخول 33 سفينة إلى ميناء الحديدة محمَّلة بقرابة مليون طن متري من مختلف المشتقات النفطية، وأنه ثمة عنصر أساسي آخر في اتفاقية الهدنة الحالية ساهم في تحسين حياة اليمنيين هو فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات التجارية. حتى اليوم تم تسيير 31 رحلة ذهاب وإياب، أقلت أكثر من 15,000 مسافر، من وإلى صنعاء“.