صلاح السقلدي: اليمن… كما توقعنا مجلس القيادة الرئاسي يتصدع
المشهد الجنوبي الأول _ صحافة
غداة انسحابي مما سُـمّـيَ بمشاورات الرياض بين عدد من أجنحة الصراع اليمني المنضوي تحت لواء التحالف العربي (السعودية والإمارات) مطلع نيسان أبريل الماضي كنتُ قد كتبتُ برأي اليوم الغراء وغيرها من الصحف والمواقع الإلكترونية والورقية وتحدثتُ لعدد من الفضائيات عن أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي ولِـدَ من رحم تلك المشاورات بعملية قيصرية غريبة بإشراف وهندسة خليجية محضة متوقعا حينها فشل ذلك المجلس خلال عام على أقصى حد. لم أكن حينها ضارب ودع ولا راجما بالغيب بهكذا توقع بل منطلقا من حقائق لا تخطئها عين عاقل، فهذا المجلس كان وما يزال يحمل بداخله بذور تصدعه وفشله
مجلس هجين وخلطة من مشاريع سياسية وفكرية متصادمة تم تشكيله دون دراية أصحاب الشأن أنفسهم،مجلس تأسس خِـلسة لمقتضيات وضرورات خليجية أكثر منها يمنية، وما حكاية المشاورات والحوار المسمى بمشاورات الرياض التي لم تحدث أصلاً بقدر ما كانت عبارة عن حفلة زار سياسي صاخب حضرته قيادات ونخب أدّت دور شهود زور بامتياز لا نظير له بالفهلوة وباستغباء الخلق.
– اليوم بالفعل ظهرت بوادر هذا التصدع بتقديم عضوا واحدا على الأقل من أعضاء هذا المجلس الثمانية استقالته،(عبدالله العليمي القيادي بحزب الإصلاح أخوان اليمن)، فقد كانت الأحداث العسكرية الدامية في محافظة شبوة-جنوبي البلاد- بين قوات جنوبية موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المشارك هو الآخر بعضوية مجلس القيادة الرئاسي بين وقوات موالية لحزب الإصلاح، استطاع الأول من هزيمة الثاني في محافظة هي خاصرة الجنوب واليمن كله، ويرى فيها هذا الحزب أهمية استراتيجية لوجوده لما تمتلكه من مميزات ومزايا غاية بالأهمية من ثروات وموقع جغرافي هام يربط بينها وبين محافظتَـي حضرموت والمهرة الغنيتين بالثروات والمكانة الجغرافية غربا، وبين معقله الرئيس في محافظة مأرب شمال، وعدن جنوب غربا.
– وبالعودة لموضوع الاستقالات وتصدع المجلس الرئاسي نقول أنه قد يكون حزب الإصلاح يمارس شيئا من الابتزاز والضغط السياسي على قيادة المجلس وعلى التحالف وقد يعدل عن هكذا استقالة- فهو لا يقوى على مجابهة الغضب السعودي في وقت تنكمش فيه حركة الإخوان الساحة الاقليمية وتتكوم على نفسها-، ولكن من المؤكد أيضا أن ثمة خلافات عميقة تعصف بهذا المجلس ليس فقط بسبب التداعيات الخطيرة في محافظة شبوة بل وبسبب تجذر عامل فقدان الثقة بين أعضاء مجلس هو في الأصل رخو البنية، هش التركيبة السياسية والفكرية، تتنازعه الخلافات وتفترسه الصراعات من كل الجوانب علاوة على فقدان قراره السياسي وإرادته الوطنية المستقلة، المصادرة لدى الرياض وأبوظبي.
-مؤكد ان هذه الأنباء وهذا التهديد الذي يواجه هذا المجلس سيضع التحالف والسعودية بالذات في وضع حيص بيص، ويجعلها تفكر بالبديل وبما هو أسوأ، فقد علقت عليه الرياض آملا عريضة ليحط من على كاهلها وزرا ثقيلا أنقض ظهرها خلال ثمانية أعوام هي عُـمر هذه الحرب التي تغرق المملكة في رمالها المتحركة العميقة،.. وكانت(السعودية) وما تزال تراهن عليه بأن يضطلع نيابة عنها بالحوار مع حكومة صنعاء او بمواصلة الحرب بعد أن تكون المملكة( كما تتوخاه من هذا المجلس ) قد انسلت من هذه الحرب وأحالت الأمر للمجلس الرئاسي لينوب عنها بصراعها مع الحوثيين تحت مظلة الأمم المتحدة لا مظلة التحالف،كما أكد على ذلك البيان الختامي لمشاورات الرياض آنفة الذكر والتي تمت بدعوة وإشراف مجلس التعاون الخليجي وليس التحالف العربي.
صلاح السقلدي