حكومة كل يوم تتأسس ..وشعبٌ لم يعد يتنفس
خالد شرفان
يعيش المواطن الجنوبي وضعًا معيشيًا كارثيًا صعبًا لم يسبق وعاش ضرفًا صعبًا كهذا، غلاء في الأسعار جوع وفاقة وحاجة وعوز وتردي للخدمات الإنسانية الأساسية، وضع غير مستقر للأمن و للعملة المحلية، ورواتب لم تعد تواكب المحنة والغلاء الفاحش المبالغ فيه والذي بلغ حده وذرته ..
إن جميع ما ذكر وأكثر فاقم وسارع في إتساع رقعة الفقر على الجنوب بشكلًا خاص دون حلول تلوح في الأفق أو بارقة أمل ورجاء في آخر الممر .
هذه المرة وللأمانة الناس تعيش وضعًا كارثيًا صعبًا وحقيقيًا ولن ينجو احدًا منها لا مناص، إلا من كتب الله له البقاء ليصارع اقداره وحده وعلى مقربة وعلى بعد امتارًا قلال تفصله عن أصحاب الفخامة والمعالي ( معاشيق )! رواتب الموظفين لم تعد تواكب المحنة والإيقاع السريع وسرعة وهرولة خطى “الفقر الكافر”، لا شيء يجدي للحد من إيقافه، طالما وشبح المجاعة يعزف سيمفونية الموت من بعيد بعظام الجوعى بتلذذ في غياب “بيتهوفن” .
تغيير أنظمة وهيكلة وتبديل وزراء ( واستلاف من خانة العشرات ) وآخرها ليلة أمس بقرارات مجلس القيادة بتغيير أربعة وزراء كل هذه الطرق والاستراتيجيات لن تحلحل أو تحل الوضع السوداوي المزري بالمحافظات الجنوبية ولو بقيد انملة واحدة ، تدني وسحق للريال السقيم وعلى مرأى ومسمع من أصحاب الفخامة والمعالي الذين لم يكترثوا لهول الخَطب الزلل ليقوموا بشيء يحفظ للإنسان اليمني كرامته التي ضاعت منذ ثمانية أعوام وأكثر .
أسعار مرتفعة معاشات هابطة عملة مترنحة فساد إداري مستشري غياب للدولة جوع يضرب بكل مكان ومواطن يسحق وفي رمقه الأخير كل ذلك ويقابله سكوت مطبق لحكومة المناصفة ( الخرساء ) المنشغلة بتغيير الوزراء وشعار هذا كرسي وزاري لمحافظتي وهذا كرسي وزاري لمحافظتك وتقسيمات للكعكة هنا وهناك، أيها التحالف المتحفي خلف الشمس أيها الوزراء أيها العالم أن المواطن الجنوبي على حافة المجاعة إن لم يكن فيها، فاعملوا شيء سحري لإنقاذه من الموت المحدق من كل الاتجاهات، انعشوا فيه الآمال حققوا له رغباته البسيطة وأحلامه الواسعة في ” أن يعيش في حياة حرة يسودها الأمن والكرامة والعيش الرغيد والمواطنة والمساواة لاغير ” لايريد أكثر من ذلك، هي حقوق لكن أصبحت أمنيات وبعيدة المنال فهل تلبون له النداء ؟! .
قال الشاعر:
وغدًا سأغفر للسنين جفافها
إن لاح في الآفاق غيمٌ للمطر