الانتقالي ينقذ حملة عسكرية مشتركة من الوقوع في مصيدة تنظيم القاعدة في أبين (تقرير)
المشهد الجنوبي الأول/ تقرير
كادت الحملة العسكرية المشتركة التي تم الاتفاق عليها الأسبوع الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الجيش والأمن في أبين وقوات حزب الإصلاح أن تقع في مصيدة لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي انتشر مؤخراً في عدد من مديريات محافظة أبين جنوبي البلاد، إلا أن توجيهات من التحالف صدرت لقيادة المجلس الانتقالي بتلافي إيقاف أي تحرك عسكري والذي كان من المقرر أن ينطلق فجر اليوم الإثنين.
ومؤخراً انتشرت عناصر تنظيم القاعدة بشكل مكثف في مديريات (المحفد والوضيع ومودية وأحور) بمحافظة أبين، ونشط التنظيم في تنفيذ عمليات إرهابية طالت أفراداً من الانتقالي من جهة وقوات الحكومة التابعة للتحالف من جهة ثانية وقوات العمالقة من جهة ثالثة في أكثر من منطقة جنوبية بما في ذلك عمليات في شبوة، حيث تتخذ هذه المليشيات الإرهابية من مديريات أبين السابق ذكرها منطلقاً لعملياتها.
وكانت الأطراف المدعومة من التحالف قد اتفقت الأسبوع الماضي على تنفيذ حملة عسكرية مشتركة يشارك فيها الإصلاح والانتقالي وتنفيذ هجوم لتصفية عناصر التنظيم وإخراجهم من المديريات التي سيطروا عليها في أبين، حيث كان من المفترض أن تكون الحملة العسكرية بمشاركة أمن أبين ومديرها أبو مشعل الكازمي والقوات الخاصة في منطقة شقرة التابعة للإصلاح بقيادة العميد محمد العوبان والعميد لؤي الزامكي وبن معيلي وبمشاركة من الحزام الأمني بقيادة العميد عبداللطيف السيد، وكان من المفترض أن تكون الحملة العسكرية بإشراف مباشر وبتوجيهات من رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي الذي حدد فجر اليوم الإثنين موعداً لانطلاق الهجوم الذي كان التخطيط له قد تحدد ببدء الهجوم عبر الخط الساحلي في مديرية أحور.
الزبيدي وفي اللحظات الأخيرة أوقف العملية العسكرية المشتركة، بناءً على توجيهات من التحالف السعودي، والذي أرسل معلومات بأن تنظيم القاعدة استعد للحملة العسكرية ونشر قواته في مودية والوضيع، وهو ما كان سيجعل قوات الحملة العسكرية في مصيدة مميتة في حال باشرت بالهجوم، الأمر الذي استدعى من الزبيدي إلغاء الهجوم بشكل غير مباشر، ونظراً لحساسية الموقف واحتمال وقوع خلافات داخلية بصفوف قيادة قوات الحملة العسكرية بسبب إلغاء الهجوم فإن الزبيدي حاول الهروب من هذه الإشكالية عبر فرض شروط لتنفيذ الحملة تجعل من الأطراف المشتركة فيها ترفض تنفيذ هذه الشروط وهو ما يوقف الحملة العسكرية، حيث اشترط الزبيدي أن يتولى قيادة الحملة العسكرية قيادي عسكري تابع للانتقالي.
واعتبر مراقبون إن لجوء الزبيدي لفرض هذا الشرط الذي سيؤدي إلى فشل تنفيذ الحملة وانطلاقها كان هدفه هو عدم إتاحة الفرصة للأطراف الأخرى المشاركة في الحملة من استغلال قرار إيقاف الهجوم على القاعدة وتوظيفه سياسياً ضد المجلس الانتقالي واتهامه بأنه حليف لتنظيم القاعدة الإرهابي.