وطني يبحث وطن ، ووطن يبحث عن إنسان وطني ، و باعوا الوطن في سوق النخاسة بإبخس ثمن ، وقبضوا الثمن وهربوا و تركوا الوطن .
كلما أنظر إلى قطاع من قطاعات التعليم أو الجامعة أو الصحة أو الكهرباء أو المياه أو القضاء أو الحياة المعيشية في عدن لا أرى سوى فشل ذريع وفسادٌ مريع و مرافق حيوية تنهار سريعاً واحدة تلو الأخرى كأنها لعبة الدومينوا ، صار وطننا غابة وصرنا وحوش تتصارع و تأكل بعضها بعضا ، و البقاء صار للأقوى فقط و الأضعف لا مكان له بيننا ،
عندما تنظر إلى جامعة عدن الحكومية العريقة سابقاً و ترى بعض من معيديها حائزين على درجة مقبول ، و ترى بعض عمداء كليات جامعة عدن عبارة عن مجموعة من الضباط وغيرهم ممن لا إختصاص لهم أكاديميا ولا إداريا ولا أخلاقيا ، عندما نشاهد أساتذة كِبار كما يدّعون و شهادتهم من جمهورية الهند أو غيرها و أطروحاتهم قدمت باللغة الانجليزية و نوقشت باللغة الانجليزية و تحصلوا على درجة الدكتوراه وعادوا إلى جامعة عدن ونكتشف أنهم لا يجيدون أبجديات اللغة الانجليزية ، شهادات مضروبة و ضمائر معطوبة ، عندما تنتشر ظاهرة عمليات الغش الجماعي المنظم في الجامعات عن أي مستقبل نتحدث .
عندما تسرق أدوية الفقير من المستودعات الحكومية لتباع للإغنياء عن أي صحة نبحث ، كل طبيب مزاجياً يحدد عدد مرضى المعاينة و أسعار الكشف و العمليات و الترقيد ، وعندما تسوء الحالة يطلب على الفور إخراجه و الذهاب بالمريض إلى مستشفى حكومي ليتم الإجهاز عليه سريعاً لعدم جاهزية المستشفى لإستقبال الحالات الحرجة .
عندما يأتي أولياء أمور كثير من الطلاب أثناء سير عملية الامتحانات النهائية للمشاركة في المهرجان الكرنفالي للغش الجماعي في مدارسنا ، والبعض منهم معلمين و كوادر و مثقفين و يسأل إبنه أو إبنته هل غشيتم تمام اليوم، عن أي جيل نتكلم أو نفتخر .
عندما تمكث بعض القضايا في المحاكم لسنوات حتى أن بعض أطراف النزاع قد مات عن أي ميزان عدل نتكلم .
عندما تنهار العملة الوطنية بصورة درامية ويستغل التجار ذلك الانهيار بصورة أنانية وحقيرة لمزيد من التربح الغير مشروع ، عندما يسرق غذاء الفقير ( المعونات الغذائية ) ويبعها المسئول للتاجر و يصبح الموظف العام أضعف حلقة و أسهل فريسة و ينظر إليه أخر كل شهر على أنه مجرد شحات على نوافذ البريد العام و البنوك ، عن أي مساواة في العيش الكريم نتكلم .
عندما يصبح أغبيائنا و أراذلنا
حكام علينا و المصيبة أنهم لا يعلمون بحقيقتهم ، ولوا أنهم توقفوا قليلاً عند حديث رسولنا الكريم صَلِّ الله عليه وسلم ؛ رَحِمَ الله إمرئٍ عرف قدْر نفسه ، لما وصل حالنا لهذه الدرجة من السؤ . عن أي مساواة أو خير منهم نرجوا .
عندما ترى الرئيس و كثير من كبار المسئولين و صغارهم و العسكريين و الموظفين وحتى الطفل الصغير واضعي إيديهم للأسفل ( هات ) فأعلم أن الوضع أصبح خطير .