صنع في السعودية..المجلس الرئاسي العسكري

المشهد الجنوبي الأول _ خاص

كتب السياسي والكاتب الجنوبي “أحمد سعيد كرامة” عن المجلس الرئاسي الذي شكلته السعودية واصفا اياه بالمجلس العسكري ومتوقعا ان تكون ارض الجنوب هي انطلاقته وابناء الجنوب وقود.

وقال كرامة في مقاله نحن مع مجلس رئاسي حيادي ومهني ومستقل بقراره عن التبعية والارتهان، لسنا مع مجلس رئاسي مفخخ من قبل شخوص غير متجانسة بل متناحرة، بهكذا تركيبة نحن ذاهبون إلى مرحلة جديدة من الصراعات والأزمات والكوارث والمؤامرات والدسائس والحروب للأسف الشديد.

 

واكد كرامة ان الجنوبيين ذاهبون إلى حرب جديدة مع الحوثيين بمفهوم عسكري سعودي جديد ، والاستراتيجية الجديدة هي نقل المعركة بين الحوثيين والسعودية من العمق السعودي إلى العمق الجنوبي لليمن ، من خلال الإعلان عن بداية مرحلة عسكرية جديدة من قبل المجلس القيادي الرئاسي العسكري اليمني الكارثي إنطلاقا من الأراضي الجنوبية هذه المرة ، وبالتالي أصبح الجنوبيين حطب نار الحرب القادمة .

 

واضاف كرامة انه يتوقع أن تصبح المناطق الجنوبية المحررة وتحديدا العاصمة عدن هدف عسكري ثاني بعد المملكة  للحوثيين (طائرات مسيرة وصواريخ باليستية مدمرة)، وتحديدا بعد وصول مجلس الشؤوم الرئاسي، وهكذا بغبائنا وسذاجتنا وتواطئنا نقلنا المعركة إلى عقر دارنا بإمتياز من أجل إرضاء الكفيل الخليجي، ماذا جنى وسيجنى الجنوبيين من هكذا إستراتيجية إنتحارية مقبلة غير الدمار والفقر والجوع والمرض.

 

لماذا لا تعطي السعودية فرصة حقيقية وجادة لليمنيين أن يتحاورون ويتشاورون فيما بينهم بحرية مطلقة وبأي دولة محايدة للوصول لحل دائم يرضي جميع الأطراف الفاعلة والرئيسة على الأرض، يجب أن يكون هناك حوار حقيقي وجاد بعيدا عن الضغوطات والاملاءات التي سببت لها ولنا المعاناة والفشل والفساد والتخبط منذ بداية عاصفة الحزم وضياع الأمل.

 

واشار كرامة في مقاله ماذا لو غادر المجلس الرئاسي اليمني العاصمة عدن بعد وقت قصير من عودته لأي سبب كان ولم يعد، هل سيعودون مرة أخرى الى الرياض للإقامة الدائمة وندخل في مرحلة شبيهة بمرحلة الرئيس هادي وإلى متى، التدخل بالشؤون الداخلية للدول بهذه الصورة الفجة دون مراعاة خصوصياتنا نتيجتها السلبية والعكسية كبيرة وخطيرة على الكل دون استثناء.

واتهم كرامة السعودية بسعيها لإحراق قادة الجنوب حيث قال: لماذا تصر السعودية على وأد المجلس الإنتقالي الجنوبي في الجنوب بهذه الطريقة الشيطانية لصالح قوى الشمال المشردة، لماذا تصر السعودية على إحراق قيادات الصف الأول والثاني والثالث في المجلس الإنتقالي أمام حاضنتهم الشعبية المحلية ، لماذا تنصاع قيادة المجلس الإنتقالي إلى رغبات وإملاءات السعودية بهذه الصورة .

 

إذا أردنا إنهاء الحرب في اليمن وخروج مشرف للتحالف العربي، وضمان أمن واستقرار وسلامة أراضي المملكة العربية السعودية وباقي الدول الخليجية، لا خيار أمامنا وأمامهم سوى الجلوس مع الفريقان المسيطران على أرض الواقع، وهما الحوثيين بالشمال والجنوبيين بالجنوب، لن أقول المجلس الإنتقالي الجنوبي هو الممثل الشرعي والوحيد للقضية الجنوبية وشعبها، فهناك مكونات وأحزاب جنوبية أخرى بالساحة يجب عدم تجاوزها أو القفز عليها إذا أردنا الأمن والاستقرار.

 

كما أن هناك مكونات بحضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى لديها طموحات وأطروحات قد تكون تختلف عن بقية المناطق الجنوبية المحررة الأخرى، وبالتالي نحن بحاجة إلى إحتواء كل الجنوبيين من خلال حوار حقيقي جاد لا ضرر فيه ولا ضرار، وأن تكون رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي دورية بين جميع المحافظات الجنوبية المحررة إذا أردنا جنوب يحتوي الكل دون استثناء.

 

لا خيار أمامنا كجنوبيين سوى فرض أمر واقع ومن يعارضنا اليوم سيقبل بنا غدا أسوة بالحوثيين حكام صنعاء وشمال اليمن، لم يعد هناك ما نخسره أكثر مما خسرناه طيلة سنوات الحرب، تحرير الشمال لن يكون من الجنوب، وعودة الجنوب لن يكون من بوابة باب اليمن.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com